20100612
المحيط
قررت السلطات المصرية في خطوة مفاجئة صدمت كل أعضاء قافلة المساعدات الجزائرية الإنسانية المتجهة إلى غزة منع القافلة من المرور إلى القطاع بعد أن وصلت مساء الجمعة، إلى مدينة العريش المصرية طلائع القافلة وأصبحت على مسافة أقل من ساعة من معبر رفح على الحدود مع غزة .
ووفقا لما ورد بجريدة "الخبر" الجزائرية أبلغ مسئولو نقابة الأطباء المصريين المكلفين بالتنسيق مع القافلة الجزائرية أن السلطات المصرية تراجعت عن الموافقة السابقة التي كانت منحتها للقافلة الجزائرية للمرور إلى قطاع غزة، وسمحت فقط لثلاثة نواب بالدخول إلى القطاع المحاصر لبضع ساعات دون السماح بمرور المساعدات الإنسانية .
ووصلت مساء الجمعة، إلى مدينة العريش المصرية قافلة المساعدات الإنسانية وضمت الحمولة الأولى من قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية أربع شاحنات كبيرة تحمل تجهيزات طبية ومواد صيدلانية وحليب الأطفال تزينها الأعلام الجزائرية وشارات جمعية الإصلاح والإرشاد المشرفة على تنظيم العملية مكتوب عليها "من جزائر الشهادة إلى غزة ".
وقطعت القافلة مسافة قاربت 400 كلم، وحتى وصولها إلى مشارف معبر رفح وجد الوفد الذي يقودها المتشكل من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وإعلاميين وبرلمانيين تسهيلات إدارية واضحة من الدوريات الأمنية المصرية المكلفة بالمراقبة والتفتيش على طول الطريق حتى أن إسماعيل أبو الذهب عضو لجنة الإغاثة في نقابة الأطباء المصريين المرافق للقافلة وصف السرعة التي عولجت بها تلك الإجراءات بغير المسبوقة ومرت القافلة على أربع نقاط مراقبة أساسية وعندما وصلت إلى جسر مبارك في قناة السويس الذي يربط شمال سيناء بباقي التراب المصري أصبحت تسير بمرافقة عناصر من الأمن المصري على متن سياراتهم لفتح الطريق وقوبلت القافلة في طريقها بكثير من الترحاب والدعم من المواطنين المصريين .
وأصر القائمون في العريش على أحد أكبر مساجد المدينة على استضافة وإكرام الوفد الجزائري عندما نزلوا لأداء صلاة الجمعة فيها ألح إمام المسجد في القول أنهم سيدعّمون المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم ، وقبل ذلك تحصل وفد برلماني يقوده عبد العزيز بلقايد رئيس المجموعة البرلمانية لحركة حمس في الغرفة السفلى على موافقة رسمية مكتوبة من وزارة الخارجية المصرية للانضمام إلى الوفد المرافق للقافلة وقرأ الجميع في ذلك خطوة أخرى تنبئ بأن القافلة ستحظى بتسهيل في المرحلة النهائية والأهم للدخول إلى غزة في آجالها الزمنية المحددة في انتظار إتمام بعض الإجراءات المتخلفة على مستوى الهلال الأحمر المصري الشريك الرسمي في العملية.
وانقلبت كل هذه المعطيات رأسا على عقب بعد إبلاغ القافلة بعدم السماح لها بالدخول إلى غزة وبقي أفراد القافلة في حالة ترقب وإصرار على إيصال المساعدات إلى أهلها بناء على الضمانات التي تلقوها من مسئولي السفارة والخارجية المصرية، ونفس الحيرة كانت بالنسبة للجانب الفلسطيني الذين كانوا ينتظرون وصول القافلة إلى القطاع، حيث حضروا مراسم احتفالية رسمية وشعبية كبيرة لاستقبال القافلة الجزائرية.