20100612
المحيط
التقى رئيس الوزراء الليبي الدكتور البغدادي المحمودي بوفد سويسري رفيع المستوى وذلك في لقاء هو الأول من نوعه بين مسئولين ليبيين وسويسريين منذ تدهور العلاقات الثنائية بينهما قبل نحو عامين، وذلك بعد ان أطلقت ليبيا على نحو مفاجئ سراح رجل الأعمال السويسري ماكس جولدي، الذي كان يقضي عقوبة السجن لمدة أربعة أشهر بسبب مخالفته قوانين الإقامة والعمل.
وحسبما جاء بجريدة "الشرق الاوسط" قال صلاح الزحاف المحامي الليبي لجولدي :" إن موكله ينتظر إجراء ترتيبات منحه تأشيرة مغادرة حتى يتمكن من العودة إلى وطنه "، مؤكدا أنه في صحة جيدة للغاية ومعنوياته عالية، وأشار إلى أنه سيغادر ليبيا خلال الساعات المقبلة، عقب إتمام الإجراءات القانونية.
بدورها عبرت ميشلين كالمي ري وزيرة الخارجية السويسرية، عن ارتياحها الشديد لإفراج السلطات الليبية عن مواطنها المعتقل، وأعربت عن ثقتها في عودته إلى بلاده قريبا.
كما شكرت ميشلين في تصريحات من مدينة نيويورك الأمريكية، ونقلها الموقع الإلكتروني العربي للإذاعة السويسرية على شبكة الإنترنت، "شركاءنا في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم ألمانيا وإسبانيا على دعمهم".
وأشارت ميشلين إلى "الانخراط الكبير" لنظيريها في البلدين ميجل أنخيل موراتينوس وغويدو وسترفيليه في حل هذا الملف، منوهة بأن دعم الاتحاد الأوروبي في هذا الملف "مفيد جدا".
من جهتها، رحبت المفوضية الأوروبية بالإفراج عن جولدي، وقال بيان مشترك حمل توقيع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والمفوضة الأوروبية للشئون الداخلية سيسيليا مالمستروم :" إن هذه البادرة من شأنها أن تكون "خطوة مهمة" نحو حل الأزمة بين سويسرا وليبيا ".
وقال البيان الذي نقلته وكالة أنباء "آكي" الإيطالية :" نرحب بإطلاق سراح رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي من السجن، ونأمل أن يكون جولدي قادرا عما قريب على العودة إلى سويسرا للانضمام إلى عائلته واستئناف الحياة الطبيعية ".
وتابع أن "عودة سريعة لمنزله ستكون خطوة مهمة نحو حل الأزمة الثنائية بين ليبيا وسويسرا "، معربا عن اعتقاده بأن "الحوار والمبادرات إيجابية من قبل الجانبين ضرورية لحل النزاعات الثنائية ".
وكان وزير الصحة الليبي محمد محمود حجازي قد أعلن، في مؤشر على قرب تحسن العلاقات الليبية - السويسرية، أن حكومة بلاده، وافقت أخيرا على استيراد بعض الأدوية الضرورية لأمراض القلب وأمراض الدم والسرطان، والتي لا تصنّع إلا في سويسرا، مشيرا إلى أن الحكومة الليبية طلبت استمرار العقود التي أبرمت معها حتى انتهاء، وأعطت وزارته مهلة ستة أشهر لإيجاد مصدر بديل.
كما شارك حجازي نفسه في أعمال الدورة الـ63 لجمعية منظمة الصحة العالمية التي عقدت الشهر الماضي بسويسرا، كأول مسؤول ليبي رفيع المستوى يزورها رغم وضعه ضمن قائمة سويسرا السوداء التي تضم 188 مسؤولا ليبيا ممنوعين من دخول أراضيها.