20100615
المحيط
اعتبر رجل الأعمال السويسري ماكس جولدي العائد إلى بلاده بعد احتجازه نحو عامين في ليبيا، الاثنين انه كان "ضحية نزاع" بين سويسرا وليبيا لا علاقة له بها.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن جولدي تأكيده في مؤتمر صحفي عقده في برن ، فور عودته الى بلاده مساء الأحد " انه تعب كثيرا خلال فترة اعتقاله ، لكنه سعيد بالعودة إلى عائلته".
وأضاف جولدي بصوت متهدج بدا عليه التأثر لطول الفترة التي أمضاها في الاحتجاز في ليبيا، "انها لحظة مفعمة بالتاثر" ، مضيفا انه تعب لكنه سعيد للغاية.
وتابع رجل الأعمال السويسري قائلا: "كنت ضحية نزاع لا علاقة لي به" ، في إشارة إلى توقيف نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، هنيبعل القذافي وزوجته في جنيف في يوليو/تموز 2008 بعد شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما لسوء معاملتهما.
ولم يشأ رجل الأعمال السويسري (54 عاما) أن يوضح ما اذا كان توقيفه في رأيه، على علاقة مباشرة بهذا الحادث في جنيف ، إلا انه اكتفى بالقول لا أشعر بانني مسؤول عن أي خطأ.
وأكد "انه تلقى معاملة حسنة خلال فترة احتجازه" ، وقال "إن حراسي كان لهم موقف سليم، لكنهم حافظوا على مسافتهم، لم يكونوا يرغبون في التحدث معي".
واعتبر جولدي "ان هذه الفترة تترك جروحا ويصعب القول كيف ستشفى"، وأوضح ساحتاج إلى وقت لاستعادة حياة طبيعية.
وعاد جولدي إلى عائلته في سويسرا بعد ما وصفه بانه "كابوس" من 23 شهرا في ليبيا، بفضل اتفاق موقع بين برن وطرابلس يرمي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.
واعتقل جولدي وهو مدير الفرع الليبي لمجموعة الهندسة السويسرية السويدية "ايه بي بي"، مع مواطنه رشيد حمداني قبل عامين تقريبا في ليبيا.
وبدأ الخلاف قبل عامين بعد أن اعتقلت الشرطة السويسرية لفترة وجيزة هانيبال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ثم تصاعد لاحقا ليشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركات دولية للطاقة.
ومنح جولدي اذن بالعودة الى وطنه بعد أن وصلت وزيرة الخارجية السويسرية إلى العاصمة الليبية ووقعت على اتفاقية قال الطرفان انها استهدفت انهاء خلافهما الدبلوماسي.
ويبدو أن ثمن عودة جولدي كان اعتذار سويسرا عن نشر صورة للشرطة تم تسريبها لنجل القذافي أثناء اعتقاله. وتصف ليبيا الصورة المسربة بانها انتهاك لخصوصيته وإضرار بسمعته.
وذكرت وزيرة الخارجية السويسرية أن بلادها أقرت بأن نشر الصورة لم يكن قانونيا وقدمت اعتذارا وتعهدت بدفع تعويض لنجل القذافي اذا لم يتوصل تحقيق جنائي إلى تحديد المسؤول عن تسريب الصورة.
من جانبه أشار التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية إلى أن لديه تقارير غير مؤكدة بأن سلطات جنيف دفعت 1.5 مليون يورو (1.8 مليون دولار) تعويضا لهانيبال القذافي.
وفي هاتين الصورتين اللتين التقطتهما الشرطة لهنيبال لدى توقيفها اياه مع زوجته بتهمة سوء معاملة اثنين من خدمهما، يظهر نجل الزعيم الليبي في مظهر رديء بذقن وشعر اشعث ووجه شاحب. واخلي سبيل هنيبال وزوجته بعد ثلاثة ايام من توقيفهما بكفالة مالية قدرها نصف مليون فرنك سويسري (334 الف يورو).