الجزيرة
أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء أهمية أفريقيا بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وجاء ذلك أثناء مراسم افتتاح مؤتمر اقتصادي في كينيا، تستهل به الوزيرة جولة أفريقية تقودها إلى سبع دول من القارة.
وقالت كلينتون في كلمتها أمام المنتدى الثامن لقانون النمو والفرص الأفريقية (أجوا) في نيروبي إنها جاءت برسالة من الرئيس أوباما تقول "نحن ملتزمون بوعدنا لأفريقيا، ملتزمون بمستقبلها وسنكون شركاء مع سكان أفريقيا".
وأضافت أن الحديث عن أفريقيا "عادة هو الحديث عن الفقر والأمراض والصراعات.. وهذه الأفكار ليست قديمة وبالية فقط، بل هي خاطئة أيضا، لأن أفريقيا غنية بالفرص.. وسنغتنم بعض هذه الفرص معا".
وتفتح اتفاقية "أجوا" الباب أمام دول جنوب الصحراء لتصدير 7000 نوع من السلع معفاة من الضرائب إلى السوق الأميركية، غير أن المحللين يرون أن القانون لم يحقق فائدة حقيقية للدول المشاركة.
واعترفت كلينتون بأن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد للإفادة من الاتفاقية، ودعت الدول الأفريقية إلى تنويع منتجاتها واستغلال الاتفاقية.
هيلاري تنصح الأفارقة بالقضاء على الفساد أولا (رويترز)
المستثمرون يخشون الفساد
وأشارت الوزيرة إلى الحاجة إلى القضاء على الفساد الذي تئن تحت وطأته العديد من دول القارة، وأكدت أمام المئات من الوزراء ورجال الأعمال أن الحكم الرشيد يعني فرص استثمار أفضل.
وحذرت كلينتون من أن المستثمرين لن يأتوا إلى عدد من دول القارة إلا إذا تحسن أسلوب الحكم فيها باعتبار أن ذلك هو مفتاح الاستثمار.
وأكدت أن "التقدم الاقتصادي الحقيقي في أفريقيا يعتمد على حكومات مسؤولة، ترفض الفساد وتعمل على تعزيز سلطة القانون"، وأضافت أن المستثمرين يخشون الاستثمار في الدول التي "يلوث الفساد فيها كل صفقة وقرار".
وكان تقرير حديث لمنظمة الشفافية الدولية قد صنف كينيا بأنها أكثر دول شرق أفريقيا فسادا.
وبعد افتتاح المؤتمر التقت كلينتون الرئيس الكيني مواي كيباكي ورئيس الوزراء رايلا أودينغا لإخطارهما باستياء بلادها من عدم إحراز حكومة كينيا، مسقط رأس والد الرئيس أوباما، تقدما في القضاء على الفساد، ومحاكمة المسؤولين عن العنف الذي تلا الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2007.
وقالت كلينتون للصحافيين عقب اللقاء إن "الولايات المتحدة كانت تعمل العام الماضي مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان لدعم الشعب الكيني وحل الأزمة.. ولكن، ولسوء الحظ لم يترجم حل الأزمة إلى العملية السياسية التي يستحقها الشعب الكيني".
ومن المقرر أن تلتقي كلينتون في وقت لاحق اليوم في كينيا الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الذي تعاني حكومته من القتال العنيف الذي يقوده المتمردون الإسلاميون المشتبه بأنهم على صلة قوية بتنظيم القاعدة.
وتواصل كلينتون جولتها الأفريقية التي تستمر11 يوما، بعد كينيا إلى جنوب أفريقيا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وليبيريا وجمهورية الرأس الأخضر.
الموافق5/8/2009 م