20100620
المحيط
ذكرت تقارير صحفية ان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المصرية، الدكتور محمد البرادعي، قرر النزول إلى الشارع داعيا المصريين إلى "تظاهرة صامتة" يوم الجمعة القادم بالاسكندرية احتجاجا على مقتل الشاب خالد سعيد على أيدي عناصر تابعة للشرطة، وهي القضية التي باتت تعرف بقضية "شهيد الطوارئ".
اضافت التقارير أن نزول البرادعي إلى الشارع ومشاركته في التظاهرة، والمتوقع أن تمنعها وزارة الداخلية، يضعه وللمرة الاولى منذ وصوله إلى مصر في شهر فبراير الماضي، في مواجهة ميدانية وجها لوجه مع قوات الأمن.
وكانت أسرة الشاب القتيل أعلنت أمس اتهامها رجلي شرطة سريين من قسم سيدي جابر في الإسكندرية بتعذيب ابنها حتى الموت.
وبعد دعوة البرادعي للتظاهر، أنشئت صفحة خاصة على موقع الـ "فيس بوك" الاجتماعي الشهير من أجل التظاهرة.
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية، عن مؤسس الصفحة إن "البرادعي سينزل الشارع من أجل أن يقول لا للتعذيب، لا للطوارئ، لا لإرهاب الشرطة وقتل المواطنين".
وسيقوم البرادعي خلال الزيارة الى الاسكندرية بوقفة صامتة حداداً على روح سعيد، بعدها يتوجه إلى زيارة أسرته وتقديم العزاء لها، ثم يتوجه إلى منزل الناشط في حركة "أبريل" طارق خضر الذي اعتُقل نحو 3 أشهر بسبب جمعه التوقيعات على "بيان التغيير" في جامعة الإسكندرية وأُفرج عنه أخيراً.
ويشارك في الوقفة العديد من القوى السياسية في مقدمتها "الجمعية الوطنية للتغيير" وجماعة الإخوان المسلمين، ويعقبها تدشين البرادعي فرع الجمعية في الإسكندرية.
"النظام سيسقط خلال 3 أيام"
في سياق متصل، اعتبر البرادعى أن النظام يمثل نصف فى المائة فقط من الشعب المصرى، وهى نسبة لا ترغب فى إحداث تغيير، لأنها تبحث عن مصالحها، وتستمد قوتها من أجهزة الأمن، وتحتمى بها من الغوغاء، وهم الشعب الذى لم يعد يستطيع التعبير عن مقته لخوفه على "لقمة عيشه"، رغم أنه لا يستطيع أن يأكل أحياناً بسبب الشعور بالخوف الذى يزرعه النظام فى قلوبنا عندما نطالب بحقوقنا.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن البرادعى، خلال لقائه نحو 150 شاباً من طلاب الجامعات، وممثلين عن "الجمعية الوطنية للتغيير" فى المحافظات، وممثلين عن الأحزاب، والحركات السياسية، فى منزل المحامى زياد العليمى، مساء أمس الأول، إن المعارضة تتحمل جزءاً كبيراً من هذا الوضع بسبب الخلاف الدائر بين صفوفها، وعدم قدرتها على العمل كفريق، بسبب اختلاف الرؤى والمصالح، معتبراً أن ترشيح أى شخص من أحزاب المعارضة فى انتخابات تجرى فى هذه الظروف، خيانة للإرادة الوطنية.
وطالب البرادعى، خلال اللقاء، الذى فشل عقده فى النادى السويسرى، أو فندق سفير، بعد إلغاء أجهزة الأمن حجز قاعتين كانتا مخصصتين لهذا الغرض، الأحزاب والقوى السياسية، بمقاطعة الترشح فى انتخابات مجلس الشعب، والرئاسة المقبلتين، وليس مقاطعة عملية الانتخاب فقط، ليصبح مرشح الحزب الوطنى بمفرده، وبالتالى لا يحصل الحزب الوطنى على شرعيته المفقودة من خلال التظاهر بوجود ديمقراطية، تتمثل فى حق الترشح، بينما يحصل فى الحقيقة على الأغلبية بالتزوير.
ووجه البرادعى حديثه إلى الشباب قائلاً: " أنتم الأمل فى المستقبل، وأنتم من ستصنعون مستقبلكم بأيديكم، وأنا على أتم استعداد لأن أكون فى ظهركم، وأنتم فى ظهرى لنصنع معاً مستقبلاً أفضل، وأنتم محور العمل الحقيقى لأنكم لا تملكون أجندات خفية، وأجندتكم هى آمالكم وطموحاتكم، ولابد أن تنزعوا الخوف من قلوبكم، وإذا كان النظام يعتقل المئات، فلن يستطيع اعتقال جيل بأكمله،
وهناك 70 ألف مصرى كسروا حاجز الخوف فى 3 شهور، ووقعوا على بيان "معا سنغير"، وأوضحنا للنظام أن هناك بدائل فى مصر، وأنا أرحب بالعمل مع المسلم، والقبطى، والمرأة، و الرجل، والإسلامى، واليسارى، طالما نعمل كلنا من أجل مصلحة مصر وبأسلوب سلمى، لأن استخدام أساليب غير سلمية يؤدى بنا إلى مخاطر لا نعلم عواقبها".
وأضاف البرادعى: "جمع التوقيعات ليس هو الطريق الوحيد للتغيير، وإنما هناك العديد من الخطط والسيناريوهات الموضوعة، وأخرى يتم دراستها، لكن لا يجب اتخاذ خطوة غير محسوبة حتى لا ترتد علينا، رغم أننا يجب أن نمسك زمام المبادرة، وليس النظام، لكن الخطوة التى تلى التوقيعات لن أفصح عنها الأن، لكن إذا حصلنا على 20 مليون توقيع، فلن يستطيع النظام البقاء، وإذا رفض الانصياع للإرادة الشعبية فلن يستمر أكثر من 3 أيام".
واستنكر البرادعي عدم قيام النظام بمناقشة المطالب الوطنية السبعة، واكتفاءه بالهجوم عليه، حتي وصل الأمر لاتهامه بحمل "جنسية هندي"، علي حد تعبيره، وهو ما أكد البرادعي أنه يعكس سلطوية النظام الذي لا يجد حرجا في أن يتذرع بأي شيء ليحرم الشعب من الديمقراطية وحقوق المواطنة والمساواة، وأضاف "أرحب بأن تصل المرأة والأقباط لرئاسة الجمهورية طالما نحيا في ظل نظام ديمقراطي يترك الحرية للشعب في اختيار من يريد".
فيديو "قتيل الإسكندرية"
في هذه الأثناء، كشف مصدر أمنى عن مفاجأة جديدة فى قضية "قتيل الإسكندرية"، وهى أن وزارة الداخلية عاقبت الضابط والمخبرين أبطال الفيديو الذى قيل إن خالد سعيد نشره على الانترنت باعتباره يمثل فسادا لدى رجال الشرطة وأنهم يتقاسمون ضبطية مخدرات.
كانت وزارة الداخلية قد أوضحت أن الفيديو مدعاة للتفاخر لأنه يسجل لحظة انتصار رجال الشرطة "الضابط والمخبرين" باعتبارهم حققوا إنجازا فى ضبط كمية كبيرة من مخدر الحشيش.
وأوضح المصدر الأمنى لصحيفة "الشروق المستقلة، أن التسجيل بالفعل كان يسجل انتصار رجال الشرطة فى قسم سيدى جابر بعد ضبطهم المخدرات، وكانت هذه الواقعة منذ أكثر من عام، وتمت معاقبة الضابط والمخبرين وقتها لأنهم خالفوا قرار وزير الداخلية بمنع التصوير بالهواتف المحمولة داخل أقسام الشرطة، كما أنهم لم يضعوا فى اعتبارهم أن الفيديو يمكن استغلاله بشكل يسىء إلى رجال الداخلية.
وأضاف أنه حسب المعلومات فإن الشاب خالد سعيد عمل بالفعل على نشره بشكل مخالف للحقيقة وباعتباره يمثل فسادا لدى رجال الشرطة، كما أن الكثير من المواطنين فى منطقة سيدى جابر أخبروا رجال القسم بما يفعله خالد، وكان هناك اهتمام بمعرفة مكان مقهى الانترنت الذى قام خالد بتحميل الفيديو منه على الانترنت.
الجدير بالذكر أن أسرة خالد اتهمت رجال الشرطة فى قسم سيدى جابر بتعذيبه لنشره فيديو يصور ضابطا ومجموعة من المخبرين وهم يتقاسمون المخدرات ويضحكون وهم يفعلون ذلك، فيما ردت وزارة الداخلية بأن قيام خالد بنشر هذا الفيديو يسجل انتصار رجال الشرطة على تجار المخدرات ولا يدعو للخجل.