الجزيرة
قللت سفارة الصين بالجزائر من شأن اشتباكات بين عمال صينيين وسكان ضاحية جزائرية أوقعت جرحى، في أول صدام من نوعه في هذا البلد الذي تحول نقطة استقطاب للعمال الصينيين.
ووقعت الاشتباكات الاثنين في حي باب الزوار شرقي العاصمة الجزائرية، وبدأت بعراك بين مواطن صيني وصاحب محل جزائري قال إنه طلب منه ألا يركن سيارته قرب محله.
واستعملت السكاكين والعصي في اشتباكات شارك فيها أكثر من مائة من الطرفين، وانتهت بتخريب محلات يملكها الصينيون ونهب أغلبها حسب ما أبلغه شهود لصحيفة الشروق الجزائرية.
وقال ناطق باسم سفارة الصين إن عشرة صينيين جرحوا لكنه اعتبر الاشتباكات حادثا معزولا لا يعكس "الصداقة القوية مع الجزائر" وأكد ثقة بلاده في تحقيق الشرطة الجزائرية.
وحسب السفارة انتقل السفير الصيني إلى الضاحية وطلب من الرعايا الصينيين احترام التقاليد والعادات الجزائرية.
عشرات الآلاف من الصينيين تدفقوا على الجزائر وأغلبهم يعمل بقطاع البناء (الفرنسية-أرشيف)
وقال سكان في مكان الاشتباكات إن الصينيين لا يحترمون العادات الجزائرية، وطلب بعضهم ترحيلهم من المكان الذي يقطنوه المعروف محليا بحي الشّْناوة (حي الصينيين).
سخط وسوء تفاهم
غير أن أستاذ علم الاجتماع في جامعة الجزائر ناصر جابي قال إن سبب الاشتباكات مزيج من سوء تفاهم ثقافي بين المجموعتين السكانيتين، وسخط جزائري على البطالة في بلد يجد فيه سبعة أعشار من تقل أعمارهم عن الثلاثين أنفسهم بلا عمل.
وقال جابي "في المناطق الفقيرة البطالة أكثر ارتفاعا وهذا يمكن أن يفسر غضب الشباب الجزائري على العمال الصينيين".
ويقول أرباب عمل كثيرون في الجزائر –ثالث أكبر اقتصاد أفريقي- إن الصينيين يقبلون المرتبات مهما كانت منخفضة، وهم في أغلب الأحوال أكثر تأهيلا من الجزائريين.
وتدفق السنوات الأخيرة عشرات الآلاف من الصينيين على الجزائر يعملون خاصة في مشاريع البناء، ويمارسون أيضا التجارة ويبيعون السلع بأسعار منخفضة لا تمكن منافستها.
وتقدر أرقام رسمية عدد الصينيين في الجزائر بـ35 ألفا، لكن السكان يعتقدون أن العدد الحقيقي أكبر بكثير.
5/8/2009 م