حذرت الطرق الصوفية في مصر يوم الثلاثاء 21-7-2009 من حدوث "فتنة طائفية" إذا سمحت السلطات بإقامة موالد للمسيحيين، بعد أن قررت منع إقامة الموالد، وبخاصة مولد السيدة زينب؛ خشية انتشار فيروس "إتش1 إن1" المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير.
يأتي ذلك فيما دعا أحد مشايخ الطرق بالاقتداء بالولايات المتحدة التي أقامت حفل تأبين للمغني مايكل جاكسون شارك به الآلاف دون الخوف من العدوى، بينما تساءل آخر إذا كانت تستطيع الحكومة منع مباراة للنادي الأهلي بنفس المبرر، مهددا بسحب أتباع الصوفية من الأحزاب ومقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة كنوع من الضغط على الحكومة.
وأكدت الطرق الصوفية في بيان لها اليوم صدر عن مؤتمر صحفي شاركت فيه تسع طرق على رأسها الطريقة الشبراوية، والعزمية، والشهاوية، والجوهرية، والحبيبية: "إن حدوث فتنة بسبب قرار المنع وارد، إذا منعت موالد وأقيمت أخرى". وأوضح مصدر في إحدى الطرق الصوفية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن البيان يقصد مولد السيدة العذراء الذي يتم الاحتفال به في الأسبوع الأول من أغسطس المقبل.
وأكد البيان أن "قرار منع الموالد قد يكون مقدمة لتضييق الخناق على المسلمين، حيث تمنع فيما بعد الصلوات الجماعية، ويتلوها منع الحج والعمرة".
وأصدرت السلطات في ثلاث محافظات مصرية، (القاهرة وكفر الشيخ والغربية) قرارات بمنع إقامة الموالد بما فيها موالد المسيحيين التي يتزاحم فيها مئات الآلاف من المصريين كل عام لتجنب انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، وهو ما أسفر عن منع الصوفيين من إقامة احتفالاتهم الخاصة بمولد السيدة زينب الأسبوع الماضي.
وجاء قرار المحافظ بعد إعلان غرفة الأزمات المركزية بمجلس الوزراء قرارها بإلغاء الموالد في كل محافظات الجمهورية؛ تخوفا من أن تصبح مرتعا خصبا لانتشار الوباء؛ بسبب ازدحامها الشديد في أجواء سيئة التهوية، وذلك بناء على توصية من لجنة تم تشكيلها لدراسة القرار ضمت ممثلين عن وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والجامعات ونقابة الأطباء ومنظمة الصحة العالمية.
وأشار البيان إلى أن "القرار سبب أضرارا مادية بالغة بالتجار الذين يترزقون من الموالد وتخشى الطرق الصوفية من تحول هؤلاء لمجرمين".
وطالبت الطرق الصوفية محافظ القاهرة "بالعدول عن هذا القرار لما يسببه من ضرر بالغ لملايين الصوفية ومحبي آل البيت".
وأكدت أنه إذا كانت إقامة الموالد في المساجد "يمكن أن تساعد على انتشار إنفلونزا الخنازير إلا أن السرادقات لا يمكن أن تكون كذلك لأنها جيدة التهوية".