20100625
المحيط
شهدت صلاة الجمعة داخل مسجد سيدي جابر في محافظة الاسكندرية احتكاكاً بين الاف المصلين وإمام المسجد، وذلك بعد أن أطال في خطبته التي استمرت ساعة كاملة، تحدث فيها عن فضل شهر رجب، ومعجزات الإسراء والمعراج فيما كانت جماهير المصلين تتأهب لأداء صلاة الغائب على روح الشهيد خالد سعيد وتسيير مظاهرة حاشدة للتنديد بالتعذيب.
وذكر شهود عيان أن المصلين قاطعوا الإمام أكثر من مرة خلال الخطبة بهتافات "الله أكبر.. الله أكبر"، حينها قطع عليهم الحديث والهتافات بقوله "اتقوا الله.. اتقوا الله"، ورد عليه المصلون أيضاً "الله أكبر.. الله أكبر"، واعتبروا أن الإمام تعمد إطالة الخطبة بتعليمات من الأمن.
فيما أغلقت قوات الأمن المداخل والمخارج المؤدية لمسجد سيدي جابر، فيما استعدت الجماهير لوقفة حاشدة، وتم توزيع ورود بين المحتشدين، ورفع العشرات صور خالد سعيد "شهيد الطوارئ" الذي ذهب ضحية تعذيب على يد مخبرين سريين تابعين لقسم شرطة سيدي جابر في الإسكندرية. وطالب المحتشدون ولافتات تطالب بمحاسبة المسئولين عن الجريمة.
ورفع عدد منهم أيضاً أعلام مصر، ولم تظهر أي لافتات أو شعارات تدل على التيارات السياسية المشاركة في الوقفة.
وكان محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية لطاقة الذرية وصل إلى الإسكندرية مع أسرته وبرفقة المئات من أنصاره ليقود وقفة احتجاجية للتنديد بما أسماه معارضون "البلطجة الأمنية بحق المواطنين الشرفاء، والتي كان آخرها مقتل الشاب خالد سعيد قبل أسبوعين".
وقد توجه البرادعي إلى أسرة خالد سعيد ، وقدم تعازيه ، فيما رحبت بوجوده ومشاركته لحزنهم ومطالبهم.
وقال عم خالد سعيد لـصحيفة "الشروق" المصرية إنهم لم يقيموا سرادق عزاء، ولن يتقبلوا العزاء في مقتل خالد إلا بعد أن يحصلوا على حقه كاملاً.
وقد ارتدت أسرة البرادعي ملابس سوداء، ووضعوا شارة تقول "معاً لنغير"، وترجل البرادعي وسط أنصاره وتوجه إلى مسجد سيدي جابر لتأدية صلاة الجمعة. والملاحظ أن أياً من رموز المعارضة الوطنية مثل د. أيمن نور وحمدين صباحي لم يتواجدوا كما تم الإعلان من قبل.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن ناشطين معارضين في الإسكندرية قولهم: "إن اليوم الجمعة هو "يوم غضب" ضد ما اعتبروه بلطجة أمنية بحق المواطنين الشرفاء" ، في إشارة إلى حادث مقتل الشاب خالد سعيد الذي يقول معارضون إنه قُتل تحت وطأة التعذيب الأمني، لكن تقرير الطب الشرعي الذي صدر قبل يومين برّأ الشرطة من تهمة قتل الشاب الذي بات يعرف بـ"شهيد الطوارئ" وأرجع التقرير وفاته إلى ابتلاعه "لفافة مخدر".
وأعلنت المعارضة أنها ستنظّم وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة اليوم أمام مسجد سيدي جابر وسط الإسكندرية من المنتظر أن يقودها البرادعي في أول تحرّك له في الشارع بهذا الشكل.
ودعا البرادعي المصريين إلى المشاركة في الوقفة الصامتة للتضامن مع ضحايا التعذيب ، معرباً عن أمله بأن تتناسب الوقفة مع جلالة الحدث.
وأكد البرادعي في رسالة بعث بها إلى مناصريه على موقع "فيس بوك" أن "أي نظام لن يستطيع اعتقال شعب بأسره" ، قائلاً: "لن نغيّر إلا إذا تحركنا جميعاً"، ودعا المصريين إلى أن يصنعوا مستقبلهم بأيديهم.