20100626
المحيط
فجر عدد من خبراء الطب الشرعي العديد من المفاجآت حول تقرير الطب الشرعي الثلاثي المبدئي لإعادة تشريح جثة قتيل الإسكندرية الشاب خالد سعيد ، الذي تتهم أسرته ونشطاء من المعارضين الشرطة بتعذيبه حتى الموت، فيما تقول الرواية الرسمية إنه ابتلع لفافة من المخدرات أدت إلى انسداد القصبة الهوائية.
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن الخبراء، قولهم: إنه لا يمكن الجزم بأن سبب الوفاة هو إسفكسيا الاختناق بسبب وجود جسم صلب خلال إعادة التشريح، وذلك للعديد من الأسباب في مقدمتها أن الجثة بعد تشريحها في المرة الأولي يتم انتزاع اللفافة من الجسم وتحريزها كدليل، وبالتالي لا يمكن القول إن الوفاة نتيجة الاختناق بلفافة البانجو لأنها ببساطة أصبحت غير موجودة بالجسم، وهو ما قد يعكس سطحية التقرير.
وأشاروا إلي أنه بعد ثلاثة أيام من الوفاة تبدأ الجثة في التحلل الرمي، وبالتالي من الجائز صعوبة الجزم بأن تكون الوفاة حدثت نتيجة إسفكسيا الخنق، خاصة أن إعادة التشريح حدثت بعد أسبوع، وهو ما يعني وجود احتمالين، إما أن تكون الجثة وصلت إلي مرحلة متقدمة من التعفن الرمي أو أن يكون التعفن مازال في بداياته، لكن في ظل ارتفاع درجات الحرارة وظروف الوفاة فمن الجائز ترجيح احتمال حدوث تعفن رمي متقدم، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تأكيد التقرير المبدئي لإعادة تشريح الجثة بأن سبب الوفاة هو إسفكسيا الاختناق عبر وجود جسم صلب.
وأكد الخبراء أنه في حالة إعادة التشريح لابد أن يذكر التقرير الحالة الرمية للجثة ومدي تطورها وهل تسمح بإثبات الإصابات من عدمه، الأمر الآخر هو تشكيك التقرير في الإصابات الموجودة في الجثة بطرح احتمال أن تكون الإصابات حدثت نتيجة ظروف مقاومة الاعتقال أو بسبب الضرب، حيث أكد الخبراء أنه من غير المعقول أن يكون المتوفي قد قاوم الاعتقال، وهو تحت تأثير المخدرات مثل الحشيش والترامادول، بالإضافة إلي استحالة مقاومة المتوفي، وهو يشعر بأعراض الاختناق.
وكانت الإسكندرية شهدت، أمس، مظاهرة سلمية صامتة انضم إليها المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، الدكتور محمد البرادعي، وذلك تضامناً مع أسرة خالد سعيد.
وقد خرج المتظاهرون احتجاجا على ما يسمونه التعذيب المنظم الذي يجري على أيدي بعض ضباط الشرطة، بعد وفاة سعيد في السادس من الشهر الجاري. ويقول المتظاهرون إنه توفي نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي رجال الشرطة في أحد شوارع الإسكندرية، بينما تنفي الحكومة ذلك وتؤكد أنه توفي بسبب الاختناق بعد أن ابتلع لفافة من نبات البانجو المخدر.
وقدرت مصادر صحفية عدد الذين شاركوا في المظاهرة بنحو 4000 شخص وفق تقديرات القوى السياسية المشاركة في المظاهرة السلمية، وكان البرادعي متقدماً المسيرة وبجواره صابر أبوالفتوح عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين، ود. أيمن نور مؤسس حزب الغد، وحمدين صباحي عضو مجلس الشعب المصري.
وقد خرجت المظاهرة عقب صلاة الجمعة في أحد المساجد الرئيسية بمدينة الإسكندرية الساحلية موطن الشاب المتوفي، ردد خلالها المتظاهرون هتافات ضد الرئيس المصري حسني مبارك واشتبكوا مع قوات الأمن التي أحاطت بالمسجد.
وتهدف المسيرة إلى المطالبة بثلاثة مطالب أساسية، هي ''إلغاء حالة الطوارئ، منع التعذيب، ومحاسبة المتسببين في مقتل خالد سعيد وكل ضحايا التعذيب''.