الجزيرة
خالد شمت-برلين
انتقدت "المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة" بشدة إعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتزام إدارة الرئيس باراك أوباما مضاعفة حجم الأسلحة والمساعدات العسكرية المقدمة لحكومة الصومال الانتقالية.
وشددت المنظمة -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- على حاجة الصومال إلى مساعدات خارجية لإعادة الإعمار وإجراء حوار بين الأطراف المتصارعة لا أسلحة جديدة، وقالت إن أكثر من 280 ألفا من سكان مقديشو تشردوا منذ اندلاع القتال في مايو/ أيار الماضي بين حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد وحركة الشباب المجاهدين وغيرها من مسلحين إسلاميين معارضين.
وقالت إن تواصل الهجمات الصوماليين قتل 480 مدنيا وجرح 1950 حتى الآن، واعتبرت أن استمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى البلد المضطرب يحول المزيد من سكانه إلى مشردين ولاجئين.
كما قالت إن تهديد كلينتون بفرض حصار دولي على إريتريا إذا واصلت دعم الحركات الإسلامية المسلحة المعارضة، لا يجدي وسيفاقم حدة العداء بين أسمرا وأديس أبابا، وإن سبب فشل الولايات المتحدة في التوسط بين العاصمتين انحيازها المطلق للثانية وتأييدها لتدخلها العسكري في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكانت كلينتون جددت مساندة بلادها لحكومة الصومال، وتحدثت عن رغبة في توسيعه وتمديده، وحذرت إريتريا من إجراءات لم تحددها.
أعطونا ما نريد
وحسب النائب الصومالي محمد أحمد نور، حصلت الحكومة الانتقالية على ما تريد من دعم عسكري وسياسي ومالي أميركي.
وقال للجزيرة إن على واشنطن ومقديشو إيجاد أفضل السبل لتحقيق الدعم العسكري بالتدريب أو بتوفير السلاح أو بكليهما، وإن اعتبر المساندة العسكرية غير كافية داعيا إلى برامج موازية تشمل توفير فرص عمل.
وتحدثت المنظمة الألمانية عن حاجة الصومال بعد 18 عاما من الحرب الأهلية إلى مساعدات لإعادة البناء أكثر من أي شيء آخر، وانتقدت "تقديم الاتحاد الأوروبي مخصصات مالية للجوانب العسكرية والأمنية.. تزيد بشكل كبير عن الدعم المقدم لإعادة إعمار هذا البلد المضطرب".
وحسب المنظمة، سدد الاتحاد الأوروبي 450 مليون دولار لتمويل حملة "أتلانتا" العسكرية لمكافحة القرصنة في الصومال خلال عام واحد، مقابل 212 مليون يورو للمساعدات الإنمائية.
وترى المنظمة أن الحكومة الانتقالية تفقد تدريجيا سيطرتها على الأرض لصالح المعارضة الإسلامية المسلحة التي يتزايد تأثيرها، وخلصت إلى أن "تحقيق السلام بين المتقاتلين الصوماليين يتطلب دعما خارجيا لإجراء حوار مصالحة جدي".
7/8/2009 م