20100629
المحيط
القاهرة: قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه بجامعه الأزهر والقيادية باللجنة الدينية بحزب الوفد المعارض، إنها لا تكفر الأقباط ولا يمكن أن تقول شيئا يسيء لهم.
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن سعاد قولها فى تصريحات صحفية امس الاثنين: "لا يمكن أن أفتى بتكفير اى قبطي، وان محاولة الزج بى فى مثل هذه الأمور استهدفت حزب الوفد والمستفيد الوحيد منها هم المعارضون للحزب ولرئيسه الدكتور السيد البدوي".
وشددت الدكتورة سعاد أن خبر مقاضاتها استهدف الحزب كما استهدف توجه الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد فى ضم أعضاء جدد من العلماء ورموز الفكر والسياسة.
وحول موقفها من تولى المسيحي رئاسة الدولة أوضحت إن ما قالته كان فى معرض تولى الخلافة، وان نظام الخلافة انقرض وتحول الأمر إلى دولة مؤسسات وعليه يصبح للمسيحي حق تولى رئاسة الدولة بينما يظل التحريم متعلقا بالخلافة، مؤكدة أنها لا تعترض مطلقا على مبادئ حزب الوفد، وأنها لو كانت تعترض لما اتخذت قرار الانضمام إليه.
وكانت صالح قد أثارت منذ يومين جدلا كبيرا بين المسلمين والمسيحيين، عندما قالت إنها ترفض ان يتولى مسيحي رئاسة مصر، وهو الأمر الذي يتعارض مع سياسة حزب الوفد الذي انضمت إليه مؤخرا، كما تقدم المحامي بالنقض خالد البري ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد صالح يتهمها فيه بإثارة الفتنة ضد الأقباط، بما يهدد نسيج الوحدة الوطنية.
وأكدت خلال إحدى حلقات برنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في" الأحد الماضي، "رفضها وصول مسيحي إلى الرئاسة، وأنها لن تنضم لأي حزب يتنافى مع مبادئها الدينية، وأن الولاية من المسلم على الكافر وليس العكس، لذلك أباح الله زواج المسلم بغير المسلمة وليس العكس، وأن شهادة غير المسلم على المسلم غير جائزة بالإجماع لأنه أقل ديناً".
وقالت صالح: ان "أي مبادئ تخالف ثوابت ديني لن أتبعها ولن يجبرني أحد على مخالفة ديني إرضاء لمطالب بشرية، في ردها على الاتهامات التي وجهت إليها بتناقض فكرها مع مبادئ حزب الوفد الذي يتبع مبادئ علمانية والذي انضمت اليه منذ أيام قليلة".
كما رفضت أستاذة الفقه المقارن خلال الحوار "تولي المسيحيين منصب رئيس الجمهورية مع إعطائهم الحق في تولي كل المناصب القيادية، مبررة ذلك بأن الاقباط لا يعترفون برسالة الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي يعترف المسلمون بكل الأديان السماوية".
وأضافت سعاد أن البابا شنودة يتفهم جيدا الوضع السياسي والديني لعدم مشروعية وصول مسيحي للرئاسة، موضحة أن البابا رفض تنفيذ قرار المحكمة الإدارية العليا لحكم الزواج الثاني الخاص بالأقباط لتمسكه بكلام الإنجيل وأنا أيضا متمسكة بكلام ديني وهو أنه لا يجوز ولاية للكافرين علي المسلمين وفق الآية الكريمة.
وتسبب هذا التصريح في العديد من المداخلات التليفونية الساخنة للبرنامج أبرزها مكالمة رجل الاعمال نجيب ساويرس مالك القناة الذي رفض ما قالته صالح، وقال لها: "يا دكتورة سعاد أنا علماني ولست فقيه لا في ديني ولا في دين الآخرين.. لكن إحنا المسيحيين منقبلش أبدا الكلام ده، ولا يمكن أن يكون إنسان مؤمن بالله واحد ويكون كافر، أو أي حد يقول عليه كدة، غير كدة إحنا كمان منقبلش عدم المساواة في الحقوق كلها ومن حق المسيحيين أن أي منهم حد يترشح للرئاسة وينجح ويبقى الرئيس، لأننا كلنا بنحمل جواز سفر واحد مكتوب عليه مصري، وكلام حضرتك مستحيل نقبله أو نعمل بيه أو حتى نعترف بيه".
وردت سعاد صالح علي اتصال المهندس نجيب ساويرس قائلة "متقبلوش بس الدين بيقول كدة".
ولكن الدكتورة سعاد صالح أكدت لصحيفة "الشروق" المستقلة الثلاثاء الماضي، أنها متمسكة برأيها الفقهي الذي أعلنته في البرنامج والخاص بعدم جواز ترشيح المسيحي نفسه لرئاسة الجمهورية، وأن على من يريد أن يسأل في هذا الأمر مرة أخرى عليه التوجه لدار الإفتاء وتلقي الفتوى المناسبة من علماءها.
واعتبرت أن الهجوم الذي واجهته بسبب آراءها في البرنامج لا داعي له، وأنه غير مرتبط بوجهة نظرها الفقهية بقدر ما هو مرتبط بانضمامها لحزب الوفد، مضيفة أن محمد مصطفى شردي، الصحفي والمتحدث الرسمي لحزب الوفد، حسم هذا الأمر في المقابلة التي أجراها معه برنامج "مانشيت" يوم الإثنين حين قال إنها تحدثت في الدين لا السياسة.
وكان المستشار القانوني لحزب الوفد المعارض، صلاح سليمان، حذر سعاد من تعرضها لعقوبة الفصل لأن ما قالته يتعارض مع ثوابت الحزب التي سمحت بتولي الاقباط أعلى مواقعه. وقال: إن "الدكتورة سعاد لابد ان تنسجم مع حزب الوفد العلماني صاحب التاريخ العريق في الحفاظ على الوحدة الوطنية".