20100704
المحيط
أبوظبي: أكد مدرسون أن ما يقرب من نصف الأطفال في سن المدرسة في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية في الصومال يتركون الفصول الدراسية لينضموا إلى المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون لإسقاط الحكومة الصومالية الهشة.
ويغري المسلحون الصغار بالمال وبغموض الميليشيا التي تقاتل في بلد تحكمه الفوضى وليس لديه الكثير ليقدمه لهم من عمل أو مستقبل.
ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن مدرس في مدرسة ابتدائية في المدينة طلب عدم الكشف عن هويته قوله:"إنهم يحملون بنادقهم بفخر عندما تخلو الفصول الدراسية، القادة الإسلاميون يسعون وراء الأطفال سواء في التجمعات العامة أو في المساجد".
ويخشى العديد من المواطنين الصوماليين جماعة الشباب التي تعلن ولاءها لتنظيم القاعدة بسبب تطبيقها لشكل متزمت من الشريعة الإسلامية بما في ذلك إعدام الناس بتهم السرقة والردة.
وكانت الجماعة نظمت فيما مضى مسابقات في حفظ القرآن بين الشبان وكانت الجوائز عبارة عن ألغام مضادة للدبابات وكمبيوترات وبنادق "إيه .كيه . 47 كلاشينكوف" للفائزين.
محمد قدار "17 عاماً" هو أحد الأطفال الذين تركوا التعليم من أجل الانضمام إلى الجماعة، وهو سعيد كمجند شاب ولا يشعر بالندم لأنه ما كان ليحصل على هذا الدخل في أي مكان آخر حتى لو دخل الجامعة بسبب الصراع الذي يشهده الصومال.
وقال قدار في مقديشيو بعد عودته من قتال شوارع مع القوات الحكومية:" تركت المدرسة لأنني لم أكن لأحصل على مئات الدولارات في المدرسة . أنا الآن في ميليشيا الشباب، وحلمي بأن أصبح قائداً في قوات المجاهدين التي ستسيطر على الصومال في العام المقبل ".
ويحذر محللون صوماليون من عواقب وخيمة إذا ما ترك الصغار تحت رحمة جماعات مثل الشباب التي تستغل الفقر المستشري كوسيلة للتجنيد.
وقال أفياري علمي أستاذ التاريخ السياسي:" المخاوف بشأن انضمام العديد من الشبان إلى المقاتلين الدينيين والمقاتلين القبليين الذين ينتهجون العنف أمرا واقعا، علينا أن نفهم أن أغلب هؤلاء يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى فرص العمل والتعليم".
ويعيش العديد من الآباء العاطلين عن العمل مع الحقيقة القاسية لتزايد التشدد بين الصغار، وبعد معاناتهم للحفاظ على أطفالهم يخسرونهم لصالح جماعات مثل الشباب وحزب الإسلام وهي جماعة أخرى مسلحة.
وقالت مريم محمود وهي أم لثلاثة أطفال من كيسمايو:" توفي زوجي عام 1994، وأنا أبيع الخضراوات لأنفق على أطفالي، كنت سعيدة إذ أحسب أنني سأتقاعد قريباً بما أنهم دخلوا المدرسة لكن أحد أولادي أصبح مقاتلا في ميليشيا ولم يعد يتصل بي".