20100712
المحيط
القاهرة: شن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هجوما حادا على العلمانيين بسبب تدخلهم في مشروع قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين، منتقدا قيامهم بإعداد نسخة لمشروع القانون وتسليمها الى وزارة العدل، وقال إنهم لم يدرسوا الكتاب المقدس ولا خبرة ولا دراية لهم بقوانين الكنيسة.
واضاف البابا شنودة خلال مُحاضرته النصف شهرية من الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية الأحد، إنه من الغير المقبول قيام 20 شخصا باعداد مشروع القانون.
وانتقد خلط من يُسمون أنفسهم بـ "التيار العلماني" بين أسباب البُطلان وأسباب الطلاق، ومظاهر الزنا الحُكمي، واصفا اقتراحتهم بانها بلا فائدة، وأنه من الأفضل عدم التدخل في أمور لا يعلموها.
واستنكر تدخل الصحف بين الطوائف المسيحية ومحاولة البعض اختلاق خلافات لا وجود لها، والتحدث في أمور لا معنى لها، مثل ضرورة موافقة كل طائفة على الزيجات الأخرى من الطوائف، مُتسائلاً "هل أستطيع أن أقول لأي شخص من البروتستانت أن هذه زوجتك أم لا أو هؤلاء أبنائك، وهل يمكنني أن أقول لأي شخص صيني أو ياباني يؤمن بألوهية بوذا أن هذه زوجتك أم لا، وطالب هؤلاء أن يُريحوا الأذهان من هذه الخلافات".
وأوضح البابا شنودة في هذا الشأن بأن البروتستانت ليس لديهم كهنوت، بل لا يؤمنوا بأي كهنوت إلا واحداً وهو يسوع المسيح الكاهن على الأرض وفي السماء، مؤكداً على أن الزواج لابد وأن يتم على يد الكاهن أو رجل دين هو الذي يقوم بإجراء مراسم الزواج.
وقال إن الكنيسة لا تعترف نهائيا بالزواج المدني، والذي تضمنه مشروع قانون "التيار العلماني"، لانه يتم خارج نطاق الكنيسة وخارج الصلوات التي تبارك هذا الزواج من خلال ما يُجمعه الله على يد رجل الدين، مُشيراً في ذلك للآية التي تقول "ما جمعه الله لا يُفرقه إنسان" بحسب قوله.
وأوضح البابا شنودة بأن العلمانيين الحقيقيين هم كل إنسان ليس كاهناً ولا راهباً، فالرهبان والكهنة في الكنيسة يمثلوا نحو 5 آلاف شخص، أما بالنسبة لأعضاء المجالس الملية ومجالس الكنائس والجمعيات الخيرية ومن في حُكمهم جميعهم علمانيين، حتى جميع طلبة الكلية الإكليريكية فهم علمانيين.
وفي نهاية المحاضرة، أعلن البابا شنودة أنه سيُغادر القاهرة في زيارة إلى أمريكا الاثنين تستغرق ثلاثة أسابيع، وذلك في إطار متابعة برنامجه العلاجي والمُتابعة الرعوية للكنائس واللقاءات الدورية مع شعبها.