وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط العلاقة المصرية - السورية بأنها هادئة. وقال في باريس: «هناك هدوء في الوضع المصري - السوري وتجري اتصالات بين الأطراف ونلتقي بين حين وآخر بالمسؤولين السوريين على مستويات مختلفة، ولكن لا توجد صدامات حادة بين الجانبين. كل يسعى لبناء مواقف وتحقيق مصالح هي في النهاية مصالح عربية، ولكن ليس بالضرورة أن يحصل تنسيق كامل بين الطرفين».
وتابع: «معروف أن مصر لها رؤيتها وتأثيرها، وسورية لها أيضاً رؤيتها وتأثيرها. لا نصطدم. ولكن أقول إننا يجب أن نسعى في الإطار العربي إلى أن نوحّد الجهود ونكثّف الاتصالات وأن نرفع مستواها للمصالح العربية التي تمر حالياً بفترة حساسة للغاية. الطرح الأميركي القادم سيأتينا قريباً، ويجب أن نعدّ للموقف العربي والموقف الفلسطيني عندما تطرح الولايات المتحدة رؤيتها. نأمل أن لا يقتصر الطرح الأميركي فقط على تنشيط المسار الإسرائيلي - الفلسطيني، ولكن أيضاً أن يغطي بشكل ما عودة سورية ولبنان إلى المفاوضات مع إسرائيل. هناك طرح روسي لعقد مؤتمر لوزراء الخارجية في نهاية السنة أو في النصف الثاني من العام المقبل. والطرح الروسي يتحدث عن المسار المتعدد، وبالتالي لكي تتحرك المسائل نحو المسار المتعدد يجب أن تكون تحركت على المستوى الثنائي للمفاوضات السورية - الإسرائيلية والفلسطينية - الإسرائيلية واللبنانية - الإسرائيلية. فلا يوجد، إذن، حدة أو صدام في العلاقات السورية - المصرية بل على العكس هناك هدوء وقدر من التعايش».
وعما إذا كان متفائلاً في شأن العلاقة السورية - اللبنانية وهل تغيرت الآن عما كانت عليه في السابق، قال: «بالتأكيد أن العلاقة السورية - اللبنانية تغيّرت عما كانت عليه في 2005 و2006. اليوم لا توجد قوات سورية على الأراضي اللبنانية، وهناك سفير لسورية وسفير للبنان في كلا الدولتين. فالعلاقة الهيكلية قد تغيّرت. ويبقى الزمن هو الكفيل في تعميق هذا الوضع الجيّد. عندما يكون هناك 50 عاماً منذ الاستقلال حتى 2009 ثم تتغير الظروف في عامين أو ثلاثة فنحتاج لفترة أكثر طولاً كي تستقر الأمور وكي نرى أن هذه التراكمات تؤدي الى التغير الكيفي في العلاقة».
وعما إذا كان هناك قمة مرتقبة بين الرئيس حسني مبارك والرئيس بشار الأسد، قال: «في المستقبل القريب لا أرى هذا الاحتمال وارداً لأن يجب أن يسبقه تكثيف الاتصالات والاتفاق على مناهج، ولكن العلاقة بين الرئيسين هادئة، تتسم بالاحترام وقدر من الرغبة في التهدئة لهدف المصلحة العربية العليا. التقينا مع نائب الرئيس السوري خلال مشاركته في مؤتمر عدم الانحياز. كان اجتماعاً هادئاً لم يتطرق إلى المسائل الجوهرية في العلاقات. نحن نتحدث مع الأشقاء في دمشق بقدر كبير من الصراحة وهم أيضاً يردون بصراحة مقابلة».