20100713
المحيط
نواكشوط: طالب اسلم ولد عبدالقادر القيادي المعارض والوزير السابق الحكومة الفرنسية بالإعلان عن تواجد عسكرييها علي الأراضي الموريتانية حتى لا يتحولوا إلي مرتزقة علي أراضي الدول الأخرى ، معربا عن قلقه من التواجد المكثف للفرنسيين شمال موريتانيا .
ووفقات لما ورد بوكالة أنباء " الأخبار " المستقلة قال ولد عبدالقادر في ندوة أقامتها منسقية المعارضة الموريتانية حول العلاقات الفرنسية الموريتانية ومسارها المضطرب :" إن حوالي 200 ضابط وجندي فرنسي موجودون حاليا في موريتانيا وإن الشعب يجهل ذلك وفرنسا تجهل أيضا طبيعة هذا الشعب المتمسك بقيمه وثوابته ".
وحمل المتدخلون في ندوة الأحزاب المعارضة الاستخبارات الفرنسية مسئولية الانقلاب الذي عاشته موريتانيا سنة 2008 م، قائلين :" إن هناك بعض الأطراف الفرنسية التي تورطت في التحضير له وعملت علي تشويه صورة الرئيس المدني المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله أمام الرأى العام الداخلي والخارجي قبل أن تجهز عليه القوات المسلحة في انقلاب أبيض ".
وتعيش الساحة السياسية جدلا واسعا بسبب المواقف الحادة لزعماء المعارضة الموريتانية من النفوذ الفرنسي المتزايد في موريتانيا ومواقف الرئيس نيكولا ساركوزي المؤيدة لرئيس البلاد الحالي محمد ولد عبدالعزيز .
جدير بالذكر أن مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية هاجم من دكار سياسات فرنسا ، متهما إياها بدعم الانقلاب الذي حصل في موريتانيا وهو ما أثار حفيظة البعثة الفرنسية التي كانت تشارك إلى جانب ولد بلخير في اجتماع للبرلمانيين الفرنكفونيين.
وقال ولد بلخير متحدثا خلال قمة منظمة البرلمانيين الفرانكفونيين :" إن موريتانيا سعيدة بالعودة إلى مكانها في العائلة الفرانكفونية الكبيرة وأنتهز هذه الفرصة لأشكر المنظمة الدولية للفرانكوفونية ومنظمة البرلمانيين الفرنكفونيين على الموقف المسئول الذي اتخذاه ضد الانقلاب في موريتانيا".
واستدرك ولد بلخير قائلا :" هذا الموقف يتعارض جذريا مع موقف فرنسا التي أيد ممثلها في موريتانيا الانقلاب كما أيده ساركوزي نفسه وهذا يدفعني إلى التأكيد على سروري بعودة بلدي إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية، وذلك بسبب الفرصة التي تتيحها هذه العودة لتعزيز الروابط مع البلدان الناطقة بالفرنسية وليس حبا لفرنسا ولا حبا للغة الفرنسية لأن لغتنا العربية هي أكثر ثراء وتطورا ".
وواصل ولد بلخير هجومه على السياسات الفرنسية قائلا :" إنه يؤيد فرنكفونية لا تكون حكرا على فرنسا "، متهما باريس بأنها ليس لديها ما تقدمه لإفريقيا التي تحتفل بمرور خمسين عاما على الاستقلال سوى العودة إلى فترة فوكار البائسة مع ما صاحبها من انقلابات واضطرابات .
وعبرت البعثة الفرنسية المشاركة في أعمال الاجتماع عن شعورها بالصدمة جراء تصريحات ولد بلخير الذي كان يشير إلى جاك فوكار الذي عمل أمينا عاما لقصر الإيليزيه مكلفا بالعلاقات مع إفريقيا ومدغشقر بين 1960 و1974 وكان له أبرز الأثر في نشوء شبكة "فرانسافريك" التي تتهم بدعم انقلابات في إفريقيا وتوطيد علاقات فرنسا بنخب استبدادية في القارة السمراء .