20100717
المحيط
القاهرة: كشف مسؤول سودانى ان الخرطوم تقدم بطلب رسمى للقاهرة من اجل اللجوء للتحكيم الدولى فى قضية مثلث حلايب وشلاتين، لكن مصدرا دبلوماسيا مصريا نفى هذا الامر، مؤكدا ان قضية حلايب بالنسبة لمصر "محسومة بشكل نهائى".
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن المسؤول السودانى، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه،قوله: "ان اعلان الرئيس السودانى عمر البشير مؤخرا ان منطقة حلايب سودانية وستظل سودانية، يرجع للضغوط التى تمارسها المعارضة السودانية عليه منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، واتهامها له بالتراخى فى حسم قضية حلايب مع مصر".
وقال المسؤول: "ان البشير عندما زار منطقة بورسودان، وجد المعارضة هناك تقف بلافتات مكتوب عليها حلايب سودانية، ولذلك لم يكن بمقدوره تجاهل الامر".
واكد ان الخرطوم تقدمت بطلب رسمى للقاهرة من اجل اللجوء للتحكيم الدولى لكن القاهرة لم ترد، والتحكيم الدولى لا يجوز الا بموافقة الطرفين".
فى سياق آخر، ذكر المسؤول نفسه ان بلاده لم تجمد عضويتها فى مبادرة حوض نهر النيل، بسبب الخلافات مع دول الحوض بشأن الاتفاقية الاطارية للمياه والتى وقعتها دول المنابع الخمس فى شهر مايو/آيار الماضى، تمهيدا للاعلان عن تنفيذها خلال عام من بدء التوقيع بدون موافقة دولتى المصب مصر والسودان.
واشار الى ان التهديد السودانى بتجميد العضوية فى المبادرة يهدف الى الضغط على دول منابع النيل لمراجعة مواقفها.
فى المقابل، نفى مصدر دبلوماسى مصرى صحة الطلب السودانى بشأن اللجوء للتحكيم الدولى حول حلايب، مؤكداً ان قضية هذه المنطقة بالنسبة لمصر محسومة بشكل نهائى.
وقال المصدر "ان التسريبات الاعلامية السودانية لن تغير فى حقيقة الامر بالنسبة للقاهرة، ومسألة تمسكها بحلايب كونها ارضا مصرية".
وكان الرئيس السوداني اشعل فتيل الأزمة من جديد مع مصر من خلال تصريحات نارية، أكد فيها ان "حلايب سودانية وستظل سودانية"، مجددا بذلك الجدل بشأن مصرية هذه المنطقة، رغم أن مصر حسمت سيطرتها عليها فعليا عام 1992.
وأشار في خطاب له باستاد بورتسودان في شهر يوليو /تموز الجاري، نقله التليفزيون الحكومي، إلى أنه بصدد الجلوس مع القيادة المصرية لحل هذه المشكلة، كما اكد حرصه على ان تكون الحدود بين بلاده ودول الجوار لتبادل المنافع وليس تبادل المتمردين والسلاح .
وجاء حديث البشير عن حلايب في وقت تخضع فيه هذه المنطقة تماما للسيطرة المصرية، حيث يوجد بها مركز للشرطة وسجل مدنى وسكانها يحملون بطاقات هوية مصرية، كما أن سكان حلايب سوف يشتركون فى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتعتبر مصر هذه المنطقة "خطاً أحمر لا يجوز الاقتراب منه"، حسبما تقول مصادر مقربة من الخارجية المصرية.
وكان الخلاف بشأن المنطقة قد أثير أثناء الإعداد للانتخابات السودانية في شهر أبريل/ نيسان الماضي، بعد قبول مفوضية الانتخابات الاعتراض الذي تقدم به عدد من أبناء المنطقة، وفي مقدمتهم جبهة الشرق، احتجاجاً على عدم اعتماد المثلث ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، قبل أن تتراجع المفوضية عن قراراها وسط اتهامات رئيس مؤتمر البجا ،الإصلاح والتنمية، عثمان موسى بانوين للحكومة السودانية بأنها "باعت حلايب بمساومة رخيصة مع الحكومة المصرية".
وتعيد هذه الأزمة إلي الأذهان توتراً مماثلاً عرفته العلاقات المصرية السودانية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 عندما طالبت قطاعات سودانية بفصل مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليهما مع مصر.
ويذكر أن مثلث حلايب هو منطقة تقع على الطرف الإفريقي للبحر الأحمر، مساحتها لا تزيد على عشرين كيلومترا مربعا، وتضم ثلاث بلدات هي حلايب وأبورماد وشلاتين، أكبرها شلاتين التي تضم في الجنوب الشرقي جبل علبة.