20100717
المحيط
القاهرة: قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية ، التي تعد أهم المجلات الاقتصادية في العالم، إن أن عجز النظام السياسي وغموض انتقال السلطة وانتشار الفساد وظهور هذه المشاكل علي السطح والإحباط الشعبي يمكن أن يؤدي إلي اندلاع موجات الغضب الشعبي. مؤكدة أن احتمال تصاعد هذا الغضب قوي، عن طريق التواصل عبر الإنترنت والتليفونات المحمولة.
لكن المجلة قالت إنه من غير المتوقع ان تسفر موجات الغضب تلك عن حدوث ديمقراطية عن طريق ثورة دموية في وقت قصير. وتوقعت أن يبدأ التغيير بإنزلاق مصر إلي حالة من الفوضي تنتهي بوصول الإسلاميين الاصوليين إلي الحكم، لكن هذا من شأنه أن يجعل الأنظمة الحالية تبدو جيدة مقارنة بالإسلاميين.
وتابعت أن كثيراً من المصريين، بمن فيهم المهنيون ذوو العقلية الإصلاحية، يخشون وصول جماعة الإخوان المسلمين إلي الحكم بدعوي أنها لن تتخلي عن السلطة بمجرد فوزها في صناديق الاقتراع.
واضافت: "الرئيس المصري حسني مبارك لا يبدو مستعداًً للتنازل عن الحكم، مستشهدة بعبارة الرئيس "سأظل أخدم مصر حتي آخر نفس وآخر نبضة قلب"، مشيرة إلى أن إجابة مبارك عن سؤال "مَنْ سيكون رئيس مصر القادم"؟ دائماً ما تكون مبهمة، إلا أن إجابة السياسيين المنتمين للحزب الوطني الحاكم عن مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2011 عادة ما تكون الإشارة إلي جمال مبارك علي أنه الأكفأ لهذا الترشيح.
وتابعت: "إن لعبة تخمين الرئيس القادم التي يعيشها المصريون حالياً تعكس بشكل واضح سنوات حكم الرئيس مبارك، حيث تكشف كم الغموض الذي يتمتع به النظام المصري والمنتمون له".
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن المجلة قولها: إنه علي الرئيس مبارك السعي إلي دمج الإخوان المسلمين علانية في البرلمان، ومنحهم حقائب وزارية، واختبار صدقهم، وفي البداية عليه منحهم فرصة لخوض انتخابات المجالس المحلية.
وأضافت أن علي مبارك إزالة كل العوائق التي تجعل من المستحيل علي المستقلين، مثل المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وياتي تقرير المجلة البريطانية ، بعد ساعات من تقرير آخر نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية قالت فيه إن إدارة الرئيس باراك أوباما حثت الرئيس مبارك علي تقديم موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية 2011 لتجنب فراغ السلطة.
اضافت الصحيفة، إن الدوائر الأمريكية باتت قلقة علي مستقبل الحكم في مصر، حيث تقف القاهرة علي مشارف الانتخابات الرئاسية دون أن يكون واضحاً أو معلناً هل سيرشح الرئيس مبارك نفسه أم يقرر الاكتفاء بفتراته الخمس نظراً لظروفه الصحية ويتقدم للترشيح شخصية أخري.
وتابعت: إن الولايات المتحدة قلقة من احتمالات دخول مصر في حالة فوضي سياسية، مشيرة إلى رفض الرئيس المصري تلك الدعوات، زاعمة أنه فشل في تأسيس ائتلاف يضم المؤسسات السيادية لتسهيل تمرير السلطة لنجله جمال مبارك.
وادعت الصحيفة ، حسب مصادر لم تسمها، أن الخارجية الأمريكية تؤيد ترشيح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، رئيساً قادماً لمصر، في الوقت الذي يبحث فيه البرادعي عن دعم جماعة الإخوان المسلمين.
ولم يقل مبارك إنه سيرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، لكن محللين رجحوا اتخاذه قرارا بذلك في الوقت الذي يتكاتف فيه المعارضون لمنع ابنه جمال من الوصول إلى المنصب، رغم أنه يشغل حاليا منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات بالحزب.
إلا أن مراقبين يعتقدون أن تصريحات رئيس مجلس الشورى المصري صفوت الشريف التي أكد فيها أن الحزب الوطني الحاكم يأمل في أن يكون الرئيس مبارك هو المرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه أسطورة لا يمكن أن يكون هناك بديل عنه، يمكن ان تكون بمثابة تمهيد الطريق أمام مبارك لفترة رئاسية سادسة.
وفي تقرير آخر، قالت المجلة إن الوعود بالإصلاح السياسي في مصر مجرد " كلام في الهواء وغير حقيقية"
وأضافت أن الحكومة تخطط للاستمرار في السلطة عبر إجراءاتها الانتخابية. مؤكدة أن البلاد تواجه ثلاثة احتمالات رئيسية؛ أن يحكمها رجل قوي من داخل النظام مثل روسيا. وإما نموذج إيران حيث يلقي النظام معارضة واسعة من الشعب. وإما نموذج تركيا حيث تتطور البلاد بشكل أقل هشاشة يسعد كل المهتمين بمصر.
وتابعت المجلة أن تطلعات المصريين سياسياً واقتصادياً تصطدم بالأزمات التي يواجهونها، من تزايد إحساسهم بإهانة الدولة لهم، وعدم إتاحة المجال أمام تطلعاتهم. ولفتت المجلة إلي أن الساحة السياسية في مصر لم يطرأ عليها إلا القليل من التغيير منذ تولي مبارك السلطة قبل 29 عاما.
وأشارت إلي أن وعود الحكومة ليس لها انعكاس علي أرض الواقع، فالمدارس والمستشفيات مجانية، لكنها غير ملائمة، وغير مجهزة، وأصبح التعلم أو الحصول علي العلاج فيها يتطلب دفع المزيد من الأموال، التي لا يملكها الكثير من المواطنين.
وأضافت المجلة أن كبار موظفي الدولة يستغلون مناصبهم للحصول علي المزايا، فيما يصطف الفقراء في طوابير للحصول علي خبز الحكومة المدعم، ويقترون علي أنفسهم لتوفير ثمن حذاء.
وزعمت المجلة أن المصريين كالعادة سيكتفون بموقف المتفرج من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وسيقبلون النتائج المقررة فيما يشبه "الكوميديا السوداء".