20100720
المحيط
الرباط : انتقدت أوساط مغربية غياب المغرب عن الساحة الافريقية وافراغها لصالح جبهة البوليساريو، وحذرت من التأثير السلبي لعلاقاته مع اوروبا والاتحاد الاوروبي على علاقاته الافريقية.
ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن عبد المنعم دلمي الكاتب والمحلل السياسي قوله : "إن سياسة الكرسي الفارغ التي ينهجها المغرب على الساحة الدولية تضعف مواقعه في حين تسمح بتقوية وتعزيز موقف الخصوم في اشارة للجزائر وجبهة البوليساريو".
واوضح دلمي الإثنين في افتتاحية صحيفة "الصباح" أن الحضور المغربي على الساحة العربية ضعيف جدا ووزنه على مستوى القارة الافريقية بدأ يتضاءل.
واشار المحلل السياسي المغربي إلى غياب المغرب عن اجتماع الاتحاد الافريقي المقرر عقده في العاصمة الاوغندية كامبالا نهاية الشهر الجاري الذي تحضره الجزائر وجبهة البوليساريو والى غياب المغرب عن اللقاء التحضيري لقمة الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي الذي عقد في اديس ابابا الاسبوع الماضي.
وقالت جبهة البوليساريو : "إنها شاركت في اجتماع لجنة التوجيه المشتركة للتحضير للقمة الثالثة، افريقيا- الاتحاد الأوروبي، الذي عقد يوم 16 تموز/يوليو2010 بمقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا لدراسة عدد من القضايا الهامة ذات الصلة بالإعداد للقمة الثالثة الافريقية- الأوروبية التي تعقد نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم بطرابلس بليبيا".
وانسحب المغرب رسميا من منظمة الوحدة الافريقية سنة 1984 احتجاجا على قبول المنظمة لعضوية الجمهورية الصحراوية التي اعلنتها الجبهة من طرف واحد 1976.
ورفض المغرب الالتحاق بالاتحاد الافريقي الذي حل محل المنظمة الا بعد ابعاد الجمهورية الصحراوية من عضويته وهو ما لم يتسن له الا انه نجح باستبعادها من قمة افريقيا اوروبا الاولى التي عقدت بالقاهرة في ايار/مايو 2000 وشكل دعم الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك سندا لحضور المغرب لتلك القمة وتغييب جبهة البوليزاريو رغم رئاسة الجزائر للاتحاد الافريقي في تلك الفترة والتوافق على عقد قمة افريقيا اوروبا بدل قمة الاتحاد الافريقي الاتحاد الاوروبي.
وقال دلمي : "إن المغرب يطور اكثر فاكثر مجموعة من الصفقات المهمة مع افريقيا والملك يسافر للمنطقة باستمرار الا ان الدبلوماسية المغربية لم تستطع تكوين رأسمال سياسي اذ ليس هناك رابط بين هذا الخط الاستراتيجي والاجراءات الملموسة المشتتة وانه من الواضح ان المغرب غير منشغل بخلق هذا الرابط".
وحذر من ان الوزن السياسي للمغرب في افريقيا يضعف اكثر فاكثر ليس لاسباب موضوعية او شجاعة الخصوم بل مرد هذا الضعف هو غياب تفعيل استراتيجية واضحة ومحددة.
وأضاف : "حتى اقرب اصدقاء المغرب في القبارة السمراء يشكون من عدم استيعابهم نوايا المغاربة وغياب المملكة الممنهج عند انتظاراتها".