أدانت فرنسا اليوم التفجير الذي وقع أمس قرب سفارتها بنواكشوط وأدى إلى إصابة حارسين فرنسيين وسيدة موريتانية وجددت في الوقت نفسه دعمها للسلطات الموريتانية في مكافحة ما يوصف بالإرهاب.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين بحزم الاعتداء الذي ارتكب أمس في نواكشوط قرب سفارة فرنسا وأسفر عن سقوط ثلاثة جرحى اثنان منهم حارسان يسهران على أمن السفارة".
وأعربت باريس "عن تضامنها الكامل مع السلطات الموريتانية في وجه هذا العمل الإرهابي".
من جهته قال الوزير الفرنسي المنتدب للتعاون والفرنكفونية آلان جويانديه في تصريح صحفي إنه "ليس مؤكدا أن تكون فرنسا هي المستهدفة مباشرة" من هذا الهجوم الانتحاري.
وأضاف في تصريح صحفي أن الهجوم يستهدف تحديدا سياسة الحزم التي ينتهجها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ضد القاعدة في المغرب الإسلامي التي تدعهما فرنسا.
وجاء هذا التفجير الذي لم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد ثلاثة أيام من أداء ولد عبد العزيز اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في أعقاب فوزه بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
ونقل مراسل الجزيرة نت في نواكشوط أمين محمد عن مصادر أمنية وقضائية قولها إن منفذ العملية يدعى أحمد ولد فيه البركة وإنه موريتاني من مواليد عام 1987.
حزام ناسف
وأوضح مصدر أمني أن ولد فيه البركة كان يرتدي حزاما ناسفا وفجر نفسه في شارع يقع خلف السفارة الفرنسية بنواكشوط مستهدفا فرنسييْن يعملان في أمن السفارة.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمني وصفته بالكبير رفض الكشف عن هويته قوله "إن التفجيرات الانتحارية تشكل حدثا جديدا في موريتانيا، ويجب أن نكون حذرين من هذا النوع من التهديدات".
وأفادت مصادر قضائية فرنسية بأن نيابة مكافحة الإرهاب بباريس فتحت تحقيقا حول هذا الهجوم قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه أوكل إلى الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية.
وتعد هذه أول عملية توصف بالانتحارية تشهدها موريتانيا، ورغم تزايد نشاط القاعدة في شمال غرب أفريقيا والصحراء، فإن الهجمات في موريتانيا نادرة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2007 قتلت الجماعة أربعة سائحين فرنسيين، كما شهد العام نفسه ثلاث عمليات أخرى استهدفت الجيش الموريتاني وراح ضحيتها العشرات من أفراد الجيش، وهوجمت السفارة الإسرائيلية في نواكشوط العام الماضي.
وأعلنت السلطات الموريتانية في وقت سابق أن خلية متخصصة في الأحزمة الناسفة قد تدخل الأراضي الموريتانية من معسكرات القاعدة وأن البحث جار عن أعضاء هذه الخلية.