20100724
المحيط
الخرطوم: تعزز الحفاوة الرسمية التي استقبل بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير في تشاد انفراجاً جديداً في العلاقات بين الخصمين السابقين في تحد جريء لاتهام المحكمة الجنائية الدولية للبشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب.
ورغم أن رفض تشاد إلقاء القبض على البشير أثناء زيارته لها يشكل ضربة جديدة لمصداقية المحكمة الجنائية الدولية إلا أنه من المستبعد أن يكون مستهجناً من قبل الدول الإفريقية التي تعرف متى تنتصر مصالحها الأمنية على اعتبارات حقوق الإنسان.
ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن رولاكي أكينولا المحللة لدى مؤسسة أوراسيا قولها:" سيؤدي اتخاذ قرار إلقاء القبض عليه إلى نتائج عكسية، الهدوء النسبي على الحدود قد يتعرض للخطر".
وكانت أكينولا تشير إلى الهدوء الهش منذ إبرام هدنة في فبراير/شباط الماضي في حرب بين البلدين تدار بالوكالة منذ سنوات من خلال متمردين على الدولتين.
وزيارة البشير لتشاد التي بدأت الأربعاء وتستغرق ثلاثة أيام لحضور قمة إقليمية هي أول زيارة يخاطر فيها بالتوجه إلى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ أن طلبت المحكمة اعتقال البشير في اتهامات بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان.
واستقبل الرئيس التشادي إدريس ديبي البشير بحفاوة رسمية كاملة في المطار الأربعاء، وأعلنت حكومة ديبي أن البشير سيعود إلى بلاده "آمناً سالماً" رافضة أي إلزام عليها بإلقاء القبض على رئيس دولة وهو يشغل المنصب.
وفي بادرة لحسن الجوار جاءت في وقتها طرد السودان عشية وصول البشير للعاصمة التشادية نجامينا كلاً من محمد نوري وتيمان ارديمي وهما من أبرز زعماء التمرد التشاديين.
وكان ديبي من بين زعماء شهدوا أداء البشير اليمين بعدما أعيد انتخابه رئيساً للسودان في مايو/أيار.
ويعول الآن على أن يساعده الهدوء النسبي مع السودان على الفوز هو وحلفاؤه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى هذا العام والعام المقبل.
وقال ارنست يان هوجندورن مدير مشروع دراسات القرن الإفريقي في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات:" كلا الطرفين سيرغبان في أن يظلا على وفاق ومن مصلحتهما أن يفعلا ذلك"، ولهذا الرأي صدى يتجاوز حدود الدولتين.
وقال يوناس جار شتوري وزير خارجية النرويج وهي عضو في لجنة ثلاثية تدعم اتفاقية السلام بين شمال وجنوب السودان الموقعة عام 2005:" إن مذكرتي اعتقال البشير يجب ألا "تشلا" الجهود الدولية لدعم عملية السلام".
لكن هوجندورن من المجموعة الدولية قال:" إن ديبي قد يواجه مع هذا انتقاداً من مؤيدي المحكمة الجنائية الدولية مثل جنوب إفريقيا التي حذرت البشير من أنه قد يعتقل إذا ظهر في مباريات نهائيات كأس العالم".
وبينما عدلت أوغندا عن قرارها الأصلي بعدم دعوة البشير لحضور قمة للاتحاد الإفريقي تعقد في كمبالا، قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية:" إن الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني حذر أيضاً البشير من أنه سيعتقل إذا حضر القمة"، لكن أكينولا من أوراسيا قالت:" إنه من الملحوظ أن التضامن بين الزعماء الأفارقة الذين احتل أربعة منهم مكاناً في قائمة أسوأ "عشرة حكام مستبدين" في العالم التي أعدتها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية هذا الشهر يحد من الضغوط على البشير.
وقالت:" هناك شعور عام بالتضامن بين الأفارقة وإلا سيخرق هذا اتفاقاً ضمنياً غير مكتوب بألا يشي أحد بالآخر".