محيط

20100727
المحيط

كمبالا: كشف دبلوماسيون يشاركون في قمة الاتحاد الأفريقي والتي تختتم اعمالها اليوم الثلاثاء في العاصمة الاوغندية كمبالا، عن وجود انقسام بين البلدان الأفريقية بشأن مشروع قرار يدعو إلى عدم اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة، على خلفية الحرب في إقليم دارفور.

وقال دبلوماسيون أفارقة وغربيون إنه حُذف البند الذي يدعو الدول الأفريقية إلى عدم اعتقال البشير إذا زارها حتى لو كانت قد وقّعت على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما فعلته 30 دولة أفريقية.

أما البند المحذوف الثاني فيهاجم المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو. وقال دبلوماسي أفريقي شارك في القمة "سبّب هذان البندان معركة كبيرة بين الوفود، البشير يقسّمنا".

ونقلت صحيفة "الاخبار" اللبنانية عن دبلوماسيين قولهم: أن أحدث نسخة من مشروع القرار "ترفض في الوقت الراهن" طلب المحكمة الجنائية الدولية فتح "مكتب اتصال أفريقي" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ويقول بعض القادة الأفارقة إن المحكمة مهووسة بملاحقة الأفارقة وتتجاهل مجرمي الحرب في قارات أخرى. وأكد دبلوماسي غربي أن "جنوب أفريقيا وغانا وبوتسوانا قادت الرأي القائل بأن البندين يجب أن يُحذفا".

وأضاف "كانت ليبيا واريتريا ومصر وبعض الدول الأخرى التي لم تنضم إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية معارضة لذلك بقوة، لكنها خسرت في النهاية".

وكانت المحكمة الجنائية الدولية اتهمت البشير العام الماضي بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وأضافت المحكمة الشهر الجاري تهمة الإبادة الجماعية متهمة إياه بتنظيم أعمال قتل واغتصاب وتعذيب في الإقليم المضطرب في غرب البلاد. ويقول بعض القادة الأفارقة إن المحكمة مهووسة بملاحقة الأفارقة وتتجاهل مجرمي الحرب في قارات أخرى.

وزار البشير تشاد الأسبوع الماضي في تحدٍ لمذكرة اعتقاله، وهي أول زيارة لدولة ذات عضوية كاملة في المحكمة الجنائية الدولية منذ توجيه الاتهامات له.

وقالت المحكمة إنه ينبغي على تشاد اعتقال البشير لكن تشاد ردت بعد وصول البشير بالقول إنها ليست لديها نية للقيام بذلك. وعاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم مزهواً، وأشاد بالتضامن الأفريقي.

السودان والصومال

وكان الوضعان السوداني والصومالي قد سيطرا على القمة الأفريقية التي بدأت الاحد، وبالرغم من غياب البشير عن القمة إلا أن رئيس مالاوي بنجو وا موثاريكا الذي تراس بلاده الاتحاد الأفريقي اعتبر ملاحقة البشير بتهمة جرائم إبادة في دارفور "يسيء إلى السلام والأمن في أفريقيا".

وقال موثاريكا "إن الإرهابيين ليس لهم مكان في أفريقيا فهم ليس لهم مكان في العالم النامي ولذلك يجب أن ندين جميعا هذه الأفعال".

بدوره ، دعا موسيفيني في افتتاح القمة إلى طرد الإرهابيين من القارة الأفريقية, واتخاذ إجراء ضد حركة الشباب الصومالية بعد التفجيرات التي حدثت في كمبالا في 11 الجاري وادت إلى مقتل 76 شخصا.

وأضاف "يمكن ويتعين هزيمة هؤلاء الإرهابيين. لنتحد معا ونجتثهم من أفريقيا لنعيدهم لآسيا والشرق الأوسط حيث ينتمون".

من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية ، عمرو موسى، إن مشكلتي السودان والصومال يشكلان بندين مشتركين بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وحيا موسي الجهود الحثيثة التي تبذل في إطار المبادرة العربية الإفريقية لحل أزمة دارفور.

ونقلت صحيفة "الشرق" القطرية عن موسى: "أنا علي ثقة بأن القمة ستدعم مسار الدوحة حتى يتوصل إلى اتفاق سلام شامل في دارفور، وأنها ستحث الحركات المسلحة في دارفور ومختلف أطراف هذه المعادلة على سرعة توحيد مواقفها التفاوضية والمشاركة الكاملة والفاعلة في المحادثات الجارية".

وأعرب عن تقديره منح أولوية خاصة لمناقشة موضوع الصومال في الدورة الحالية لهذه القمة، وعبر عن ثقته بأن هذا الاهتمام يعكس قلقا إفريقيا لحاضر ومستقبل دولة إفريقية طال الصراع فيها، بصرف النظر عن الاهتمام الأجنبي الموسمي والظرفي بالوضع في الصومال.

أما المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، فقال من كمبالا، إن موضوع الصومال مطروح على القمة الأفريقية منذ فترة طويلة والصراع مستمر منذ ما يزيد على 19 عاما والوضع بالفعل غير مستقر، وهناك مساع للاتحاد الأفريقي لكي يوسع المشاركة الأفريقية، لافتا إلى أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي "أميصوم" ستزيد قواتها بمقدار 2000 جندي لمحاولة تأمين وفرض الاستقرار بمناطق معينة في الصومال ومساعدة الحكومة الصومالية في هذا الاتجاه.

وحسبما ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الصادرة في لندن، أوضح زكي أن هذا الموضوع صعب ولن يحسم في جولة أو قمة واحدة، بل يحتاج إلى المزيد من الدعم الأفريقي، ويحتاج إلى دعم غربي أيضا، إضافة إلى الجهد الأفريقي.

وفضلا عن الصومال ستناقش القمة الوضع في السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء الشعبي في يناير/كانون الثاني المقبل الذي سيقرر فيه الجنوبيون ما إذا كانوا يريدون الاستقلال أم البقاء ضمن السودان الموحد.

من ناحية اخرى، قررت القمة الأفريقية زيادة عدد قوات حفظ السلام الأفريقية المنتشرة في الصومال من أجل التصدي للمسلحين الذي يقاتلون القوات الحكومية.

وقال وزير خارجية إثيوبيا سيوم مسفين إن القمة استجابت لطلب دول شرق أفريقيا الأعضاء في السلطة الحكومية للتنمية "إيغاد" بإرسال 2000 جندي إضافي إلى الصومال.

ويبلغ قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال حاليا 6000 جندي يمثلون أوغندا وبوروندي وينتشرون فقط في العاصمة مقديشو.

أزمة مياه النيل

على صعيد آخر، وعلى الرغم من أنه لم يتم تداول موضوع الخلاف بين دول حوض النيل على حصص مياه النهر خلال جلسات قمة الاتحاد الأفريقي، فإن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بحث على هامش أعمال القمة في يومها الثاني، أمس الاثنين، مع رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف العلاقات الثنائية بين مصر وأوغندا، والتعاون الذي يتم في إطار مبادرة حوض النيل، وصرح نظيف عقب اللقاء بأن الرئيس الأوغندي أكد له أنه ليست هناك أي نية أن تحدث أي خلافات وأن جميع الخلافات يمكن حلها.

وأوضح نظيف أن موسيفيني اقترح عقد لقاء على مستوى القمة لرؤساء مبادرة حوض النيل في المرحلة القادمة، وقال: "أكدت للرئيس الأوغندي موافقتنا وترحيبنا بهذا المقترح، لأنه لا يوجد خلاف على المستوى الاستراتيجي، والأمر يقتصر على بعض النقاط الفنية التي تحتاج إلى حل، مضيفا أن هناك اتفاقا بأن مبادرة حوض النيل أساسها التنمية بكل معانيها وتحتاج تنمية مصادر الطاقة التي لدينا، كما نحتاج إلى ترشيد استخدام المياه بيننا جميعا والتحول إلى دول صناعية لصالح جميع شعوب المنطقة".

ونوه نظيف إلى أنه ناقش خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها على هامش قمة أوغندا، الموضوعات المختلفة التي تواجه القارة الأفريقية، مؤكدا أن عددا من هؤلاء الرؤساء أعربوا عن تطلعهم إلى زيارة مصر، قائلا: "ونحن أبلغناهم ترحيبنا بذلك وندعوهم للحضور إلى القاهرة ونشجعهم على هذا".

وقالت مصادر إعلامية إن القذافي الموجود في كمبالا تغيب عن الجلسة الصباحية لليوم الثاني لقمة الاتحاد الأفريقي بعد أن كان تغيب أيضا عن الجلسة المسائية ليوم الأحد، مشيرة إلى أن القذافي يأخذ على هذه القمة اهتمامها بمسائل جانبية بالنسبة إلى قضايا القارة الأفريقية وليست من اختصاص القمة، حيث يرى أن جهود القادة ينبغي أن تركز على قضية وحدة وقانون تأسيس الاتحاد الأفريقي الذي يدعو إليه منذ عدة سنوات، معتبرا قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت أول من أمس تعديا على "اختصاص" اليونيسيف، في إشارة إلى اتخاذ القمة لموضوع "صحة المرأة والطفل" عنوانا لها.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو