20100802
المحيط
الخرطوم: حذر حاكم ابيي الواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه من اشتعال الحرب الاهلية بين شطري البلاد من جديد بسبب توقف المفاوضات بشأن مستقبل المنطقة الغنية بالنفط.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن دينق كول قوله للصحفيين في الخرطوم: "ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان لم يتفقا بعد على عضوية مفوضية الاستفتاء في ابيي".
ومن المقرر ان يصوت سكان المنطقة في يناير/كانون الثاني المقبل اذا ما كانوا يرغبون في البقاء ضمن الشمال او الجنوب.
وسيقام في نفس الفترة استفتاء آخر يصوت فيه سكان الجنوب للاختيار بين البقاء ضمن الشمال او تكوين دولة جديدة مستقلة.
وتحظى منطقة ابيي بوضع خاص بموجب اتفاق السلام الشامل الذي انهى في العام 2005 حربا اهلية دامت 21 عاما بين شمال السودان وجنوبه.
ويقضي هذا الاتفاق بان يجرى في يناير/كانون الثاني المقبل استفتاءان احدهما لتقرير مصير جنوب السودان والاخر لتحديد ما اذا كانت منطقة ابيي ستلحق بولاية بحر الغزال في الجنوب او بولاية شمال كردفان في شمال السودان.
ورغم انه لم يبق الا اشهر قليلة على موعد اجراء هذا الاستفتاء الا ان السلطات السودانية لم تشكل بعد اللجنة الانتخابية التي ستتولى تنظيمه ما يثير غضب السكان المحليين.
وكانت معارك دامية وقعت في مايو/آيار 2008 بين الشماليين والجنوبيين في ابيي ما اثار مخاوف من اندلاع الحرب الاهلية مجددا.
واحال الشماليون والجنوبيون بعد هذه المعارك خلافاتهم حول حدود اقليم ابيي الى محكمة العدل الدولية التي قررت في يوليو/تموز 2009 ان حقول النفط الكبيرة المتنازع عليها لا تقع ضمن نطاق ابيي لتقتصر بذلك مساحة الاقليم على المناطق التي تقيم بها قبيلة الدينكا الجنوبية.
غير ان ابيي, التي تعتبر ممرا هاما بين الشمال والجنوب, كانت تقليديا منطقة مراعي لقبيلة المسيرية الذين يخشون الان الا يتمكنوا من المشاركة في الاستفتاء وبالتالي ان يفقدوا الحق في استخدام مراعيها.
ولم يتفق زعماء الشمال والجنوب حتى الان على أعضاء اللجنة التي ستنظم الاستفتاء في ابيي فيما قال مسؤول جنوبي رفيع انهم قد يضطرون الى الاتصال بالامم المتحدة لادارة عملية التصويت.