محيط

20100815
المحيط

الرباط: تعاني الفتيات ضحايا الاغتصاب أو علاقة غرامية دون هدف الإرتباط من نبذ المجتمع لهن ورفضه التجاوز عن خطئهن مما يدفعهن إلى التمادي في الانحراف والتخلص من أطفالهن في الشارع، وبفعل كثرة المشاكل الناجمة عن تجاهل المجتمع لهذه الفئة التي تدفع ثمن خطأ ارتكبته في لحظة ضعف عدة مرات، كرّست بعض الجمعيات نشاطها لانتشالهن من واقعهن ومنعهن من الاستمرار في الخطأ.

وتشير إحصاءات جمعيات نسوية إلى أن أكثر من 5 آلاف أم عازبة يجدن أنفسهن عرضة للضياع مع أبنائهن في شوارع مدينة الدار البيضاء لوحدها كل سنة، بدون مورد للعيش ودون سند، وللتخلص من أوضاعهن الشائكة يتخلى بعضهن عن فلذات أكبادهن من أجل العمل في البيوت، ومنهن من تفكر في الانتحار، بينما تنحرف أخريات.

وأشارت جريدة "الوطن" السعودية إلى أن دراسة أجريت على عدد من الأمهات العازبات مكنت من معرفة بعض ملامح هذه الظاهرة، حيث تفيد دراسة أعدتها جمعية إنصاف بأن 36% من الأمهات العازبات يعشن هذه الوضعية بسبب علاقة غرامية بدون هدف ارتباط، بينما وقعت 41% من الفتيات ضحية الظاهرة بسبب علاقة غرامية مع وعد بالزواج، ويشكل الاغتصاب نسبة 11%، في حين تمثل الدعارة سببا لـ12% من الأمهات العازبات.

ويؤثر المستوى التعليمي على ظاهرة الأمهات العازبات حيث وجدت الدراسة أن 45% منهن أميات وأن 35% واصلن تعليمهن إلى غاية التعليم الابتدائي، بينما تمكنت 19% منهن من متابعة دراستهن في المستوى الإعدادي.

وتبرز الدراسة عاملا آخر مؤثراً في هذه الظاهرة ألا وهو الفقر، حيث تشير الدراسة إلى أن 45% من الأمهات العازبات يعملن في البيوت، و24% عاملات في قطاعات مختلفة، بينما تعتمد النسبة الباقية على عائل لا يستطيع توفير المال الكافي لأسرة من عدة أفراد.

كما يلعب السن دورا رئيسيا في وقوع تلك الفتيات في الخطأ حيث تتراوح أعمار أغلب الأمهات العازبات ما بين 14 و20 سنة، وفي المرتبة الثانية تأتي المرحلة العمرية من 21 إلى 26 سنة.

ويقدم عدد من الجمعيات من بينها جمعية "إنصاف" وجمعية "التضامن النسوي" المساعدة والدعم للأمهات العازبات، حيث تستفيد النزيلات من دروس للتوعية في مجال المواطنة والصحة والقانون، إضافة إلى حصص في محو الأمية والخياطة والحلاقة، والمعلومات والطبخ، كما تستفيد النزيلات من الرعاية الطبية خلال الوضع وبعده لمدة سنتين، وتتكفل الجمعية بالأم العازبة مدة ستة أشهر، وبعد ذلك يمكنها الاستفادة من دعم الجمعية الذي تقدمه في مجال تحسين ظروف الأمهات العازبات من خلال إيجاد العمل والسكن وتجهيزه بالمعدات الضرورية وتسجيل الطفل بإحدى روضات الأطفال.

وتقدم الجمعيات الدعم العاطفي والنفسي للفتيات من خلال إعادة دمجهن في وسطهن وحثهن على الحفاظ على كرامتهن وعدم تكرار هذا الخطأ، كما تحاول الجمعية تصحيح العلاقة التي كانت بين الشاب والشابة وإقناعه بالاعتراف بالطفل وزواجه من الفتاة، وقد نجحت الجمعيات في هذا المسعى بعقد زواج فعلي لعدة حالات.

وبفضل تعديل مدونة الأسرة أصبح بإمكان الأمهات العازبات إثبات النسب لأبنائهن، حيث تضمن مدونة الأسرة حق الطفل في النسب في حالة عدم توثيق عقد الزوجية، وتتكفل الجمعيات بإجراءات تسجيل الطفل الذي تم انجابه خارج علاقة الزواج في الحالة المدنية لحمايته من التخلي أو التبني الذي يفقده كل صلة مع الأم.

وتعتمد محاكم الأسرة على البيانات المقدمة من الجمعية في شأن إثبات البنوة، وتعقد بعض الجمعيات صفقة مع الأب من أجل الاعتراف بأبوته للطفل دون إلزامه بتحمل مسئوليته بعد أن تأكد للجمعيات أن أغلبية المتورطين في هذه الظاهرة يتملصون من المسؤولية بسبب عدم تمكنهم من توفير المصاريف والنفقة.

وتقول عائشة الشنا مؤسسة ورئيسة جمعية "التضامن النسوي": "إن الأم العازبة تعيش منبوذة في المجتمع ويكون مصير طفلها الضياع في الشارع، وبعضهن يلجأ إلى رمي الطفل في القمامة أو في الحديقة أو أمام المستشفى والمسجد، وبعض الأمهات تخنق الرضيع للتخلص من العار والفضيحة. وتؤكد أن الصمت الذي يخيم على الظاهرة يزيد من حدة انتشارها ويعيق الجهود التي تقوم بها المؤسسات لمعالجتها ومساعدة المتورطين فيها".

وتشير الشنا التي فازت مؤخرا بـ"جائزة أوبيس" التي تبلغ قيمتها مليون دولار وتكافئ الأعمال الإنسانية الأكثر تميزا في العالم إلى أن المهمة الأساسية للجمعية هي خلق رابط بين الأم وطفلها لأن رابط الأمومة سيمنعها من التخلي عن الطفل في الشارع أو لفائدة أسر مجهولة، مما سيجنب المجتمع الكثير من العواقب التي قد تنتج عن التخلي عن الأطفال واستغلالهم.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو