20100815
المحيط
مراكش: اختارت سيدة هولندية برفقة زوجها الأمريكي، أن تفتح، في مراكش المغربية، مقهى للكتاب، تجاور فيها كتب الأدب المشروبات وأطباق الأكل وقطع الحلوى.
وأشارت جريدة "الشرق الأوسط" إلى أن "مقهى الكتاب" يوجد على بعد خطوات من شارع جليز الذي يتوسط مراكش، وفيه يمكنك أن تطلب "كابتشينو" أو وجبة سريعة وأنت تتصفح المجلات والكتب المعروضة للبيع، وحين تهم بالمغادرة، يمكنك أن تختار بين أكثر من ألـفي كتاب، بأكثر من لغة، بينها "أزهار الشر" و"شفرة دافنشي" وكتب أخرى تنتمي إلى عالم الأدب بشكل خاص.
فالوصول إلى باب البناية، يجعل الزائر يشعر كما لو أنه بصدد ولوج رواق فني أو معهد ثقافي، فالزيارة تبدأ بالاستمتاع بلوحات، هي عبارة عن قماش إيراني من القرن التاسع عشر، وذلك قبل الصعود عبر درج، وضعت، على جنباته، مجلات وصحف، لينفتح الطابق الأول للبناية على جهة يمنى تنتشر فيها طاولات تسد جوع البطن، وجهة يسرى للجلوس وتصفح الكتب المعروضة للبيع، باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والهولندية، في الغالب.
وتحدثت مالكة المقهى ساندرا زوولو، في حضور زوجها، جون شوماك، بثقة كبيرة في النفس، واقتناع بقيمة الرهان والخيار الذي سارت فيه، فقالت: "أنا شغوفة بالأكل والكتب والناس. فقد ولدت في عائلة تعشق الكتب والقراءة، وأذكر، حين كنت صغيرة، كانت الكتب لا تكاد تفارق يد والدي. ثم إنني فتحت عيني، في بلادي، على مقاه تقترح على الزوار أكلا وكتبا، وأنا أرى أن تذوق الكتب والإقبال على القراءة، كفعل، يبقى مسألة تربية، قبل أي شيء آخر، كما أرى أنه من الحيوي بالنسبة للفرد أن يهرب إلى كتاب".
وتتذكر زوولو علاقتها بالمغرب، وكيف تبلور المشروع، فتقول: "حين زرت المغرب عشقته، وعشقت مدينة مراكش، بشكل خاص. وحين التقيت زوجي، المهووس، مثلي، بعالم الكتب والثقافة، قررنا تنفيذ الفكرة وأخرجناها إلى حيز الوجود قبل نحو أربع سنوات. وينبغي الاعتراف، هنا، بأن البداية كانت صعبة، لكننا بفضل مساعدة الأصدقاء واقتناعنا بما نريده وتشبثنا برهان إنجاح المشروع، استطعنا السير قدما. وحين تبلورت الفكرة اتضح أنه يستحيل العيش من بيع الكتب وحدها. ولذا قرنت قائمة الكتب الطويلة، بقائمة أخرى للأكل والشرب".
وتابعت زوولو قائلة: "توجد، في مراكش، مكتبات تعرض كتبا باللغة العربية، ولذا اخترنا أن نقترح ما يمكن أن يشكل إضافة ثقافية، على مستوى المعروضات من الكتب، التي هي قديمة في الغالب، لكنها في حالة جيدة، الشيء الذي يجعل سعرها في المتناول. أما أسعار الأكل والمشروبات فهي، أيضا، في المتناول. اخترنا أن تكون كذلك لأن معظم روادنا من الأجانب المقيمين بالمدينة، فضلا عن طلبة الجامعة والمدارس والمركز الأميركي، هدفنا ليس تجاريا بحتا. والجميل أنه صار للمقهى، خلال هذه السنوات القليلة، مكانته في مراكش.. وهذا يشعرني بالفخر".