20100816
المحيط

عمان : ذكرت صحيفة أردنية، أن المغرب نجح في تحقيق تقدم هام في التقليص من معدل الفقر, إذ تمكن من تقليصه إلى أقل من9 في المائة مقابل2 ر16 في المائة قبل عقد من الزمان, معتبرة أنه يترتب على البلدان العربية الأخرى أن تتعلم من النجاح الذي حققه النموذج المغربي.

ووفقا لما ورد بجريدة "الصحراء المغربية" أوضحت الصحيفة, في مقال تحت عنوان "نموذج المغرب الاقتصادي ينجح حيث يفشل الآخرون", أن هذه النتيجة "تعد إنجازا كبيرا" لبلد يفوق عدد سكانه30 مليون نسمة, و"يفتقر إلى الموارد الطبيعية المهمة".

وعزت الصحيفة النجاح, الذي حققه المغرب على هذا الصعيد, إلى عدة عوامل, من بينها, على الخصوص, تباطؤ النمو الديمجرافي "انخفاض معدل الخصوبة", والاستثمارات المكثفة في البنيات التحتية, ووجود قطاع قوي للقروض الصغرى, وتحويلات العمال بالخارج, والانخراط الديناميكي من طرف منظمات المجتمع المدني.

وأوضحت الصحيفة أن تراجع النمو السكاني خفف من الضغط على النفقات العمومية, مما سمح بتخصيص المزيد من الاعتمادات لإنجاز البنيات التحتية, خاصة في العالم القروي, حيث مكن التوسع في شبكات مياه الشرب والكهرباء والطرق من تحسين مستوى وظروف عيش الساكنة القروية.

وبعد أن توقفت عند الإجراءات التي اتخذها المغرب لتوفير الاعتمادات الضرورية قصد استثمارها في البنيات التحتية "إصلاح النظام الضريبي, إنشاء صندوق الحسن الثاني للتنمية الاجتماعية والاقتصادية", أشارت الصحيفة الأردنية إلى أن القروض الصغرى كانت بمثابة آلية أخرى أسهمت في خفض مستويات الفقر بالمغرب الذي "يعد رائدا في العالم العربي" في قطاع القروض الصغرى, التي تصل نسبتها إلى59 في المائة من إجمالي القروض الممنوحة بالمملكة.

وأضافت الصحيفة أن هذه القروض تساعد الناس على تجنب معاناة الفقر من خلال تقديم أموال لإنجاز مشاريع تجارية صغيرة, أو لتعزيز مشاريعهم القائمة, مبرزة أن عدد المستفيدين منها في المغرب ارتفع إلى3 ر1 مليون شخص.

كما توقفت الصحيفة عند مساهمة تحويلات العمال المغاربة المقيمين بالخارج والانخراط النشيط لمنظمات المجتمع المدني في تراجع معدل الفقر بالمغرب, موضحة أن العمل بين هذه المنظمات والسلطات العمومية في إطار تشاركي أفضى إلى توفير الكهرباء والماء, وإلى تحسين معدلات محو الأمية وسط الفقراء.

وبعد أن ذكرت أن 7.1 مليون مواطن مغربي خرجوا من براثن الفقر خلال العقد الماضي, اعتبرت الصحيفة أن "التحدي الماثل أمام المغرب اليوم يكمن في استدامة هذا الاتجاه, ومنع أولئك الذين أفلتوا من مرتبة الفقر من الانزلاق في أتونه مرة ثانية".

وخلصت إلى أنه "بالنسبة لصانعي السياسة والقرار في أجزاء أخرى من العالم العربي, ثمة الكثير مما يمكن تعلمه من التجربة المغربية؛ وأول دروسها أنه يمكن تحقيق تقدم جاد في معركة التغلب على الفقر, حتى في بلدان يقطنها عدد كبير من السكان ومن دون توفر ثروة من الموارد الطبيعية الهائلة".