20100821
المحيط
تونس: عاد الهدوء الجمعة، لمنطقة "بن قردان" التونسية المتاخمة للحدود مع ليبيا والتي تشهد منذ التاسع من آب / أغسطس الجاري أعمال عنف غير مسبوقة احتجاجا على قرار الجمارك الليبية غلق بوابة "رأس الجدير" التجارية الحدودية المشتركة بين البلدين، بعد إعادة السلطات الليبية فتح البوابة منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة.
وقال النقابي حسين بالطيب المقيم في بن قردان (500 كلم جنوب العاصمة تونس) :" إن الجمارك الليبية أعادت منذ الساعات الأولى من يوم الجمعة، فتح البوابة أمام الحركة التجارية وأن أهالي المنطقة التي تعيش على التجارة مع ليبيا خرجوا في احتفالات شعبية عارمة ابتهاجا بهذا الإجراء ".
وفتحت البوابة بعد ساعات من محادثات رفيعة المستوى أجراها وفد تونسي ضم وزراء الخارجية والداخلية والتجارة ومدير عام الجمارك التونسية مع رئيس الوزراء الليبي ووزراء الخارجية والأمن العام والصناعة والاقتصاد والتجارة ومدير عام الجمارك الليبية مساء الخميس، في العاصمة الليبية طرابلس.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية في موقعها الإلكتروني أن "الاجتماع تناول سبل تطوير التعاون الثنائي، وتذليل العقبات التي تعترض تنقل وتواصل المواطنين وانسياب السلع بين ليبيا وتونس"، موضحة أنه تم خلال اللقاء استعراض التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات، والسبل الكفيلة بتطويره بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وشهدت بن قردان وهي مدينة صحراوية يقطنها نحو 60 ألف شخص أعمال شغب ومصادمات غير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين طالبوا بإعادة فتح بوابة رأس الجدير التجارية.
وذكر شهود عيان وتقارير صحفية أن المتظاهرين قطعوا الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة والحجارة وأحرقوا سيارتين تابعتين لقوات الأمن باستعمال زجاجات حارقة ورشقوا بالحجارة قوات مكافحة الشغب التي تدخلت لتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع.
وأكدت نفس المصادر سقوط عدد الجرحى بين صفوف المتظاهرين وقوات الأمن التي باشرت حملة اعتقالات واسعة النطاق في المدينة.
ودفعت السلطات التونسية بأعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب إلى بن قردان تحسبا لتصاعد أعمال العنف بالمدينة.
وكانت الجمارك الليبية فرضت قبل نحو عام تعريفة بقيمة 150 دينارا (أكثر من مئة دولار أمريكي) على أي سيارة تونسية تدخل الأراضي الليبية.
وذكرت تقارير صحفية تونسية ان هذا الإجراء أضر كثيرا بنشاط منطقة بن قردان التجاري حيث يدخل سكانها الأراضي الليبية بشكل شبه يومي للتبضع وتعتبر التجارة مع ليبيا مورد رزقهم الوحيد.