20100821
المحيط
طرابلس: مرت الجمعة، بهدوء الذكرى السنوية الأولى للإفراج عن عبد الباسط المقرحي المدان الوحيد في قضية تفجير لوكربي عام 1988 بعد أن حذرت بريطانيا من تكرار المظاهر الاحتفالية التي جرت العام الماضي في ليبيا ابتهاجا بالإفراج عنه.
وصورت ليبيا عودة المقرحي على أنها انتصار للقدرات التفاوضية الليبية على الرغم من أن السبب الرسمي المعلن للإفراج عنه كان الاعتبارات الانسانية نظرا لاصابته بسرطان البروستاتا الذي كان يعتقد حينها أنه يوشك أن يقضي عليه.
لكن المقرحي ما زال حيا يرزق مما أثار الشكوك الأمريكية بشأن النصيحة الطبية التي أدت إلى الإفراج عنه كما أدى إلى مطالبة بريطانيا لليبيا بعدم اتخاذ أي مظاهر احتفالية في الذكرى الأولى للإفراج عنه من شأنها أن تعتبر مسيئة إلى أهالي ضحايا لوكربي وأكثرهم من الأمريكيين.
وسخر البيت الأبيض من "الشفقة" التي استحضرت من أجل تبرير الإفراج عن المقرحي.
وحسبما جاء بجريدة "القدس العربي" قال جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب في مؤتمر صحفي في فينيارد هافين في ولاية ماساتشوستس حيث يقضي أوباما عطلته :" نحن بالتأكيد مستاؤون من تلك الإشارة إلى الشفقة لأن المقرحي لم تأخذه أي شفقة بهؤلاء الضحايا ".
وأضاف برينان: سنواصل الدعوة إلى إعادته إلى اسكتلندا وإلى أن يقضي مدة عقوبته بالسجن هناك.
وفي واشنطن قال أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يحققون في الإفراج عن المقرحي " انهم أرسلوا رسائل إلى قادة ليبيا وقطر يطلبون منهم المساعدة في دعم تحقيق مستقل حول ما إذا كانت اعتبارات تجارية قد أثرت على قرار الإفراج عن المقرحي ".
وحكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في 2001 لدوره في تفجير طائرة بان امريكان في الرحلة رقم 103 المتجهة إلى نيويورك في ديسمبر كانون الأول 1988 مما أسفر عن مقتل 259 شخصا كانوا على متنها و11 شخصا على الأرض في مدينة لوكربي الاسكتلندية ، ونفى المقرحي اي دور له في تفجير الطائرة.
وقال عبد الحكيم علي شقيق المقرحي :" إن السلطات الليبية أصدرت تعليمات للأسرة بالهدوء في الذكرى السنوية الأولى لعودة عبد الباسط المقرحي إلى وطنه ".
وذكر ميلاد معتوق المدير التنفيذي للمجلس الوطني للشباب الذي احتفل بعودة المقرحي أن المهرجان السنوي للمجلس هذا العام الذي يقام اليوم الجمعة سيتفادى ذكر موضوع لوكربي تماما هذه المرة.
وقال معتوق " إن المجلس سيقيم مهرجانه كما يفعل كل عام منذ عام 2006 لكن الاحتفال لن يكون له أي شأن بالمقرحي هذا العام ".
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد حذرت ليبيا من الاحتفال بذكرى مرور عام على اطلاق سراح عبد الباسط المقرحي المحكوم في قضية اعتداء لوكربي، مؤكدة ان اي خطوة من هذا النوع ستكون تافهة وتعكس موقفا عدائيا وعدم اكتراث بمشاعر الناس.
وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية في لندن :" في هذه الذكرى بالذات ما زلنا نتفهم الالم الذي سببه اطلاق سراح المقرحي للضحايا في بريطانيا والولايات المتحدة ".