20100822
المحيط
أكد الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر أن هناك مخططات تهدف لضرب الأزهر وتدميره وإنهاء دوره في العالم الإسلامي بسبب انه الوحيد الذي يمثل وسطية الإسلام، وتحطم على صخرته كل سيوف أعدائه، مؤكدا أن هناك أجندات معلومة وأموال طائلة من جهات معروفة تنفق من أجل تخريب الأزهر .
واعترف شيخ الأزهر خلال حديثه لبرنامج "الإمام" الذي يقدمه الإعلامي علاء بسيوني على التلفزيون المصري الجمعة، بضعف الأزهر وفقدانه كثيرا من مظاهر القوة التي تجعله المرجعية الرئيسية للمسلمين في العالم، مشيرا إلى انه لا يزعم انه البطل المنتظر، إلا انه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة وأن هناك من يريد للأزهر أن يتحول إلى مركز عبادة فقط، وأن ينتهي دوره كونه المرجعية الرئيسية للمسلمين.
وأشار الطيب إلى أن الأزهر انتزعت منه أمورا كثيرة حدت من تأثيره على العالم الإسلامي، مدللا على ذلك بصرخات شيوخ الأزهر السابقين ضد هذه المخططات مثل الشيخ شلتوت وجاد الحق على جاد الحق اللذين تعرضا لضغوط كثيرة للحد من دور الأزهر، وهو ما جعل شيوخ أزهر سابقين تضطر للاستقالة والجلوس في البيت، أفضل من أن تقف موقف المشاهد تجاه هذه الأمور التي أضعفت المؤسسة العريقة، نافيا ما كان يتهم به شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي.
وحدد الإمام الأكبر الأسباب التي أدت إلى فقدان الأزهر لتأثيره على العالم الإسلامي وأهمها تبعيته للحكومة، مشيرا إلى أن هذا السبب ممكن معالجته، بالإضافة إلى سبب أخر وهو وجود مؤسسات أخرى تنافس الأزهر وتروج لانتهاء دوره ، كما يروجون بأنه طالما أن شيخ الأزهر يعين من الحكومة "فلا أمل منه"، وتنصب هذه المؤسسات من نفسها بديلا عن الأزهر للإسلام، رغم أن هذه المؤسسات لا يتعدى عمرها يومين بالقياس على الأزهر الذي يزيد عمره عن 1050 عام.
وأكد أن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بحرية وأنها ليس مطلوبا منه أن تعمل ضد الحكومة أو ضد الدولة، وقال "الدليل لما طلبت من رئيس الجمهورية إعفائي من منصبي في الحزب الوطني وافق على الفور وكان بإمكانه أن يأتي بأحد غيري من الحزب يعمل تحت عباءته كما يروج البعض"، منبها على أن شيوخ الأزهر السابقين كانوا رجال دولة في مواقف ورجال أزهر في مواقف أخرى.
وأشار الطيب إلى أن سر عظمة الأزهر أنه هو الكيان الوحيد الذي حافظ على وحدة المسلمين من خلال عدم الكف عن تدريس علوم الإسلام باختلاف مذاهبها ومناهجها، والتصدي لفرقة المسلمين، نافيا أن يكون المسلمون تعرضوا فيما بينهم لمثل هذه الحروب الطاحنة التي شهدها العالم الغربي لدرجة وصلت إلى الإبادة والفناء، فلم نرى حربا بين السنة والشيعة مثل التي حدثت بين دول أوروبا.
وأوضح أنه لا ينكر الخلافات الموجودة بين المذاهب الإسلامية، إلا انه أشاد بموقف الأزهر من خلال حرصه الدائم على التقريب بينها من خلال الحرص على وسطية الإسلام وتدريس المذاهب المختلفة، خاصة وأن فقه الأزهر قائم على التعددية ويحترم اختلاف المذاهب الفقهية، والدليل على ذلك عدم تعصب الأزهريين لمذهب ما، فمنهم الحنبلي والحنفي والمالكي والشافعي.
وانتقد شيخ الأزهر بعض الفئات التي تكفر الناس بغير علم انتصارا لمذهب معين من خلال الفضائيات الدينية، حتى أصبح المسلمين شيعا وأحزابا، مؤكدا أن مصر هي البلد الوحيد المنفتح ثقافيا بسبب احترامه للتعددية الإسلامية واحترام الاجتهاد، ممثلا بأن صعيد مصر يسير على المذهب المالكي في حين تسير القاهرة على المذهب الشافعي والحنفي، كما يدرس في الأزهر المذهب الجعفري، عكس البلاد الأخرى المتمذهبة والتي تسيطر عليها الطائفية.
وفي النهاية اختتم شيخ الأزهر حديثه بانتقاد الحداثة التي يزعمها البعض في مصر والدول الغربية، قائلا أنها دعوة ظلامية لأن التنوير يعني احترام ثقافة الأخر والالتزام بالتراث والدين والعقيدة وان تقف على ارض صلبة، متسائلا كيف يعيش الإنسان إذا اقتلع من جذوره؟
ودعا المسلمين إلى التمسك بعالمية الإسلام ومبادئه، مؤكدا أننا لسنا بحاجة لتنويرهم هذا، خاصة وان هذا التنوير الذي يزعمونه مبني على الشذوذ .