20100821
المحيط
مراكش: تحولت الحدائق والفضاءات الخضراء بمدينة مراكش، خلال فصل الصيف، إلى ملاذ ووجهة مفضلة للمراكشيين، الباحثين عن الهواء"البارد" والخضرة المنعشة، وأماكن للالتقاء بين الأصدقاء والأقارب والأسر التي لم يسعفها الحظ في قضاء العطلة الصيفية بإحدى المدن الساحلية، هروبا من أشعة شمس مراكش الحارقة، التي تشتد خلال هذه الفترة من السنة، لعدم توفر هذه الفئات على الإمكانيات المادية الضرورية.
وأشارت جريدة "الصحراء المغربية" إلى أن هذه الفضاءات الخضراء، التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة الحمراء، وفضاء للاستراحة والترويح عن النفس، والاستمتاع بالنسمات العليلة، تشهد إقبالا كثيفا من قبل زائريها، مساء كل يوم، خاصة خلال شهر رمضان، بعد المغرب وإلى وقت متأخر من الليل، للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخلابة لهذه الفضاءات.
ودأب المراكشيون على زيارة هذه الفضاءات، سيرا على العادات المراكشية، التي ترجع إلى القرون الماضية، باعتبارها من التقاليد القديمة للأسر بمراكش، التي ألفت زيارتها من أجل ما يعرف لدى عامة المراكشيين بـ"النزاهة" في الحدائق والعراصي العتيقة، الموجودة بعاصمة النخيل، التي أصبحت توصف بـ"مدينة الحدائق".
ويفضل أغلب زوار هذه الفضاءات الخضراء الابتعاد عن ضجيج واكتظاظ الشوارع والمقاهي، لقضاء فترة استرخاء واستجمام، في إطار مجموعات عائلية، لتناول وجبات العشاء في الهواء الطلق، بينما يلجأ بعض الزوار، الذين يتخذون الفضاءات الخضراء مجالا للنزهة، إلى إعداد "الطنجية"، الأكلة المفضلة لدى المراكشيين على سائر المأكولات، وتناولها بأحد الفضاءات الخضراء، التي تزخر بها المدينة.
وتشكل مختلف الفضاءات الخضراء، الموجودة بكل من شارع محمد السادس، والمجاورة لحدائق المنارة، و"غابة الشباب"، وبشارع علال الفاسي، وباب دكالة، بالإضافة إلى "واحة الحسن الثاني"، بحي سيدي يوسف بن علي، أماكن مفضلة لسكان مدينة سبعة رجال، من مختلف الفئات العمرية، بحثا عن الرطوبة والاستمتاع بجمال الطبيعة، والتسامر حتى وقت متأخر من الليل، حول مواضيع آنية، أو حكي قصص ونكت وطرائف، أو المشاركة في لعب الورق والشطرنج.
وشكلت الفضاءات الخضراء، أيضا، فرصة لمجموعات من الشباب، عشاق التراث الشعبي المراكشي، لاصطحاب آلات موسيقية تقليدية، لعزف ألحان، وترديد أغان شعبية مستوحاة من الفلكلور المراكشي، أو ما يعرف بـ "التقيتيقات المراكشية"، ما يساهم في إضفاء أجواء البهجة والسرور لدى زوار هذه الفضاءات، الذين يتجاوبون مع هذه الأنغام بشكل عفوي.
وشهدت مدينة مراكش إحداث مجموعة من الحدائق الجديدة والمساحات الخضراء، وتهيئة بعض الحدائق العامة، على غرار الحدائق التاريخية، مثل أكدال باحماد، التي تبلغ مساحتها الإجمالية 11 هكتارا، والتي تكفل بإحداثها القطاع الخاص، بغلاف مالي قدر بـ 18 مليون درهم.
وتبلغ المساحة الإجمالية للفضاءات الخضراء بمدينة مراكش حوالي 350 هكتارا، دون احتساب مجالات خضراء أخرى، كواحة النخيل "10 آلاف هكتار"، وحدائق أكدال "500 هكتار"، وحدائق المنارة "80 هكتارا".