تاريخيا، لم يعين مصرى أو عربى فى منصب دولى إلا بموافقة إسرائيل..."، هكذا بدأ الدكتور عبد الله الأشعل (المساعد السابق لوزير الخارجية المصرى) إجابته على السؤال الذى طرحناه: ماذا ستستفيد مصر، والعرب، من وصول فاروق حسنى لإدارة اليونسكو؟ وهل يستحق المنصب كل هذه الجهود المحمومة التى وصلت لحد تورط حسنى فى التطبيع؟!
وأضاف الأشعل: المفترض أن إطار عمل اليونسكو إطار فنى وثقافى بالأساس، ولكنه أيضا محكوم باعتبارات سياسية، وإذا افترضنا وصول فاروق حسنى للمنصب، فإنه سيكون تحت رقابة إسرائيلية أمريكية دائمة باعتباره مصريا، ولموقفه السابق ضد التطبيع، ولن يستطيع أن يفعل شيئا من أجل القضايا العربية داخل المنظمة، فهو نفسه يعلم أنه إن وصل للمنصب فسيصل برضا إسرائيل، فلن يخاطر بالحديث عن موضوع القدس، مثلا.
وضرب الأشعل مثلا بالدكتور البرادعى، ومن قبله الدكتور بطرس غالى، فما كانا ليصلا لمنصبيهما الدوليين لولا موافقة إسرائيل والولايات المتحدة، وفى حالة البرادعى تحديدا، يذكرنا الأشعل بأن محمد البرادعى كان المرشح الأمريكى لرئاسة وكالة الطاقة الذرية، رغم أنه مواطن مصرى، فقانونا يجوز للدول أن ترشح مواطنى الدول الأخرى، وقد رشحه الأمريكان!، وكانت مصر قد قدمت مرشحا آخر للمنصب، وبعد التصويت فاز البرادعى المؤيد أمريكيا بأغلبية كاسحة وتولى المنصب!
وفى ختام إجابته أكد الأشعل أن مصر لن تستفيد شيئا من معركة اليونسكو هذه، فهى مسألة شرفية شكلية، ولا تستحق الثمن الباهظ (التطبيع) الذى دفعه فاروق حسني!
مصر الجديدة_12/08/2009 - 04:02:00