20100828
المحيط
تونس: حول التليفزيون التونسي من خلال أحد المسلسلات طفل تونسي مشرد إلى نجم تليفزيوني ، حيث اكتشف المتفرجون التونسيون في مسلسل "كاستينغ" الذي يشاهدونه منذ بداية رمضان طفلا صغيرا لا يزيد عمره على 13 سنة ويحمل اسم "حما حما".
والطفل يمثل ظاهرة فريدة في عالم التمثيل، فقد جلبه المخرج التليفزيوني التونسي سامي الفهري من الشارع وهو فعلا كما ذكرت وسائل الإعلام أنه من أطفال الشوارع لا يحسن القراءة والكتابة وكان قد غادر بين والديه منذ مدة واختار أن يعيش بعيدا عن العائلة يتسول ليأكل ويبيت أحيانا على الطوى ويشفق عليه أهل الخير ويمدونه بالقليل من الزاد والمال.
هذا الطفل اكتشفه المخرج سامي الفهري ولم يكن يفكر في إسناد أي دور تليفزيوني لـ"حما حما" واشترى له بعض الملابس واصطحبه معه إلى "بلاتوه" التصوير وطلب من مساعديه تلقينه بعض العبارات فوجد منه استجابة سريعة وحضور بديهة فأسند له نفس دور أطفال الشوارع فعكس المأساة الاجتماعية والنفسية للمشردين بشكل جلب انتباه كل المشاهدين التونسيين وجعله حديث الناس خلال الأيام الأولى من رمضان.
وبسرعة فائقة انتزع هذا الفتى إعجاب آلاف التونسيين الذين انبهروا ببراعته في أداء الدور التليفزيوني، على الرغم من جهله بالكتابة والقراءة وبتلقائيته التي شدت الناس إليه.
وأصبح هذا الفتى محور حديث التونسيين في البيوت والحافلات والمقاهي وحتى على صفحات "الفيس بوك" موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وربما لم يكن يتوقع "حما حما" هذا الفتى المشرد في شوارع العاصمة التونسية حتى في أسعد أحلامه أن تنقلب حياته رأسا على عقب بهذا الشكل وأن يتحول في وقت قصير من طفل مشرد في الشوارع إلى نجم من نجوم الصف الأول بعد دور واقعي أداه في مسلسل يبث خلال شهر رمضان.
وقال حما حما :" إنه التقى المخرج صدفة وأقنعه بالمشاركة في مسلسل "كاستينغ" وأدى الدور نفسه الذي يعيشه في حياته كل يوم ".
وأضاف :" أحرص على مشاهدة كل حلقة وأفرح كثيرا كلما قابلت الناس وشكروني على الدور الذي أؤديه".
وتمكن "حما حما" في أيام قليلة من أن يجمع نحو 20 ألف معجب في صفحته الرسمية على "الفيس بوك" التي ساعده في إنشائها فريق المسلسل لكنه نجح أيضا في أن يجلب تعاطفا مع أطفال الشوارع في تونس وأن يعيد طرح أسئلة حارقة في أذهانهم عن المتسبب الحقيقي في هذه الظاهرة.