20100830
المحيط
نواكشوط: ازدادت مخاوف الموريتانيين، سلطات وسكاناً، من استهداف تنظيم القاعدة بلادهم بعد العملية التي يعتقد أن هذا التنظيم قد نفذها الثلاثاء الماضي في مدينة النعمة شرق البلاد.
ووفقا لما ورد بجريدة "القدس العربي" اللندنية بدأت السلطات الموريتانية حملة تعبئة واسعة داخل الجيش وقوات الأمن، وكثفت دوريات التفتيش عند مداخل المدن وداخل أحيائها، فيما بدأت الهيئات العلمية والسياسية تنظيم حوارات حول مفهوم "الشهادة" في الإسلام.
ووجه الإعلام الحكومي بتلفازه وإذاعته وصحفه نحو التنديد بالإرهاب وتعبئة الموريتانيين ضد تنظيم القاعدة.
ودعت الصحف الحكومية الدول المجاورة والصديقة لموريتانيا للتنسيق من أجل مواجهة حازمة للإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية عابرة للحدود.
وفي سياق الاستنفار العام، نزل متظاهرون في مدينة النعمة التي شهدت مؤخرا عملية انتحارية استهدفت ثكنة عسكرية، إلى الشارع للتنديد بتلك العملية التي قتل منفذها وجرح فيها ثلاثة من الجنود وتضررت بعض المباني.
ولم تعلن جهة لحد الآن المسئولية عن تلك العملية، لكن يعتقد أنها من صنع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهي تأتي بعد أن توعدت القاعدة الموريتانيين والفرنسيين بالانتقام لقتلى عملية 22 تموز/يوليو التي شنتها وحدات فرنسية موريتانية مشتركة ضد قاعدة تموينية تابعة للتنظيم في إقليم أزواد وقتل فيها ثمانية من أفراد التنظيم.
وهذا هو أول دخول للمدنيين على خط المواجهة مع التطرف السلفي، فلحد الآن تجنبت القاعدة المدنيين الموريتانيين، كما ظل هؤلاء بعيدين عن المواجهة المباشرة معها.
وخلال المواجهات التي جرت عام 2008 في شوارع نواكشوط، كان المسلحون يمرون بالمدنيين من دون تصويب أسلحتهم إليهم، كما ترك المدنيون المهمة لقوات أمنهم التي سيطرت على الوضع آنذاك.
وقال محلل سياسي موريتاني:" إن مظاهرات النعمة محاولة لتسييس موضوع هو في حقيقته أمني، ومن الأفضل أن يبقى كذلك".