20100902
المحيط
تونس: أكد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الثلاثاء، "صفاء" العلاقات التونسية الليبية، بعد أيام من انتهاء أعمال عنف غير مسبوقة بمدينة بن قردان الحدودية بين البلدين.
وأشارت جريدة "القدس العربي" اللندنية إلى أن ذلك جاء في رسالة وجهها الأربعاء، بن علي إلى الزعيم الليبي معمر القذافي بمناسبة الذكرى 41 لوصول القذافي إلى الحكم وذلك بعد أيام من انتهاء أعمال عنف غير مسبوقة بمدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا، فجرها إغلاق الجمارك الليبية معبر "رأس الجدير" الحدودي المشترك بين البلدين.
وقالت وكالة الأنباء التونسية: "إن بن علي جدد في هذه البرقية التأكيد على متانة العلاقات العريقة وصفائها بين البلدين"، وأعرب عن العزم الراسخ على تعزيز أواصر الأخوة والتضامن بين الشعبين الشقيقين.
وأضافت الوكالة أن بن علي عبر أيضا عن بالغ الارتياح لمسيرة التعاون المثمر بين تونس وليبيا وأكد الحرص على مزيد من تعزيز هذا التعاون والارتقاء به دوما إلى الأفضل بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين ويستجيب إلى تطلعات الشعوب المغاربية نحو التقدم والازدهار.
والتقط مهتمون بالشأن التونسي تأكيد بن علي على "صفاء" العلاقات بين الدولتين، في أول رسالة يبعث بها إلى الزعيم الليبي منذ انتهاء أزمة مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا، على أنه رد غير مباشر على تقارير صحافية تحدثت عن وجود "أزمة" بين طرابلس وتونس.
وشهدت مدينة بن قردان "500 كم جنوب العاصمة تونس" في الفترة ما بين التاسع إلى 19 آب/أغسطس الجاري أعمال شغب ومصادمات عنيفة وغير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين طالبوا بإعادة فتح منفذ "رأس الجدير" التجاري الحدودي، ولم يعد الهدوء إلى المدينة التي يقطنها نحو 60 ألف نسمة يعيش أغلبهم على التجارة مع ليبيا، إلا فجر 20 آب/أغسطس عندما أعادت الجمارك الليبية فتح المنفذ أمام الحركة التجارية بعد أن تحول وفد وزاري تونسي رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس حيث أجرى محادثات في هذا الشأن مع مسؤولين ليبيين كبار.
ونفى عميد عامر الدليو مدير عام مصلحة الجمارك الليبية في تصريحات نشرتها صحيفة "أويا" الإلكترونية الليبية يوم 19 آب/أغسطس مسئولية بلاده عما أسماه "الأزمة العابرة" بمنطقة بن قردان التونسية وقال : "إن الإجراءات الجمركية الليبية الأخيرة (غلق البوابة التجارية) كانت بناء على طلب من الأشقاء في تونس وأنها تأتي ضمن المسائل المتفق عليها وخاصة تنظيم حركة المترجلين الذين يعج بهم المنفذ".
وفرضت الجمارك الليبية منذ نحو عام تعريفة بقيمة 150 دينارا (أكثر من مئة دولار أمريكي) على أي سيارة تونسية تدخل الأراضي الليبية في إجراء قالت تقارير صحفية تونسية إنه أضر كثيرا بتجار منطقة بن قردان الذين يدخل بعضهم الأراضي الليبية بشكل شبه يومي للتبضع حيث تعتبر التجارة مع ليبيا مورد رزقهم الوحيد.
ويعيش أغلب سكان بن قردان على التجارة الموازية "تجارة الشنطة" مع ليبيا إذ يشترون من تجار ليبيين بضائع استوردتها ليبيا من الصين ودول شرق آسيا وتركيا لبيعها في أسواق منتشرة بعدة مدن تونسية يطلق عليها اسم "أسواق ليبيا".
وذكرت تقارير صحفية أن نحو مليون تونسي يستفيدون بشكل مباشر أو غير مباشر من التجارة الموازية مع ليبيا.