أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس الخميس أنها استدعت القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية في القاهرة للاستفسار منه عن ملابسات واقعة تعدي مسئولي الأمن فيها على مواطن مصري ووالدته "بالضرب والإهانة" داخل السفارة .
وقالت الخارجية في بيان صحافي تلقت شبكة الإعلام العربية "محيط" نسخة منه : "إنها استدعت القائم بالأعمال فور تلقي وزير الخارجية لكتاب المستشار النائب العام الذي يحيطه فيه بالبلاغ الذي تقدم به المواطن أحمد محمد التكروري بتعرضه ووالدته للضرب من مسئولي الأمن بالسفارة."
وأضاف البيان أن الدبلوماسي الأمريكي نفى تعدي أي من العاملين بالسفارة بالضرب على التكروري أو والدته، مشيرا إلى وجود كاميرات داخلية سجلت كل ما حدث. وقال "إن ما قام به أمن السفارة هو منع التكروري من مواصلة تعديه على الآخرين نتيجة حالة الغضب التي انتابته".
وأشارت الوزارة إلى أن السفارة أبدت استعدادها الكامل للتعاون مع الجهات القضائية المصرية وتحقق بالحادث، مؤكدة احترام السفارة للقوانين المصرية.
فيما رد التكرورى على هذا قائلا : "انه في اليوم الثالث لاختفاء زوجتي وأولادي جاءني اتصال من السفارة الأمريكية يخبرني بأن القنصل يريد مقابلتي.. فأسرعت إلى مقر السفارة بعد أن أخبرتهم بأن والدتي ستكون معي وسجلوا اسمها، وعندما وصلت ودخلت من الباب استقبلني أعضاء من المارينز الأمريكي، واصطحبوني إلى الدخل وقاموا بتفتيشي وطلبوا من أمي أن تبقى في الخارج."
وتابع "دخلت إلى ممر واستقبلني شخصان آخران وأدخلوني غرفة واقترب بشكل كبير من وجهي ووضع يده علي وقال لي: أنت حقير، وأنت ليس لك أولاد ولا زوجة، ولا تتصل مرة أخرى بالسفارة.. بالإضافة إلى الكثير من الألفاظ النابية.. ولم أكد أقول له: "ماذا تقول؟، حتى فوجئت به يضربني في وجهي" .
وكان التكروري رفع قضية أمام الشرطة المصرية يتهم فيها "المارينز" بضربه ضربا مبرحا لمجرد محاولته الاستفسار عن طفليه اللذين اختفيا مع أمهما الأمريكية بعد خلاف بين الزوجين، واعتقادا منه أن السفارة تقوم بالمساعدة على تهريبهما إلى خارج مصر.
النائب العام يأمر بالتحقيق الفوري
كان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قد أمر بفتح تحقيق فورى فى اتهام رجل الاعمال لـ ثلاثة من جنود المارينز بضربه داخل مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة الأسبوع الماضى، كما قرر إدراج اسم طفلي المواطن من أم أمريكية على قوائم الممنوعين من السفر خارج البلاد.
وحسبما ذكرت الصحف المصرية فقد التقى والد الطفلين النائب العام شخصيا وشرح له ظروف الواقعة، وأنه توجه لمقابلة القنصل الامريكى داخل مقر السفارة للاستعلام عن مصير زوجته المختفية مع طفليها فبادره ثلاثة من جنود المارينز، أحدهم يرتدى زيا عسكريا والآخران يحملان مسدسات وعصيا كهربائية وقاموا بضرب وركل والدته المسنة فاستغاثت حتى تجمع المارة وضباط الشرطة المصريين، ما دفع جنود المارينز لطرد الأب ووالدته المسنة إلى خارج السفارة.
وتم تحرير محضر بالواقعة وعلى الفور كلف النائب العام مباحث أمن الدولة بإجراء تحريات موسعة حول الواقعة وتكليف وزارة الداخلية بمخاطبة السفارة الأمريكية للاستعلام عن أسماء المشكو فى حقهم الثلاثة وإدراج الطفلين على قوائم الممنوعين من السفر وتكليف نيابة وسط القاهرة الكلية بالتحقيق الفورى للواقعة.
وكان التكرورى قد قال لبرنامج "90 دقيقة" والذى اذيع على فضائية "المحور" مساء أمس الثلاثاء إنه توجه الخميس الماضى بصحبة والدته إلى مبنى السفارة الأمريكية لمقابلة القنصل الأمريكى لبحث مشكلة اختفاء زوجته وطفليه فى أمريكا وفوجئ باثنين من جنود المارينز ومجموعة من أفراد الأمن قاموا بتعذيبه هو ووالدته داخل مبنى السفارة.
وتابع أن الجنود قيدوه وضربوه وحاولوا نقله من مقر استقبال السفارة إلى غرفة بالداخل لاعتقاله دون أى سبب قانونى، وعندما استغاثت والدته تم الاعتداء عليها بالضرب أيضا وتجمع عدد من المارين أمام السفارة وقاموا بتحرير مذكرة بالأمر.
2009/8/15