واشنطن: يبدأ الرئيس المصري محمد حسني مبارك اليوم السبت زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة تستغرق أربعة أيام، في أول زيارة من نوعها منذ خمسة أعوام يجرى خلالها مباحثات مكثفة مع كبار المسئولين الأمريكيين على رأسهم الرئيس باراك أوباما.



وكان من المقرر أن تتم هذه الزيارة في يونيو / حزيران الماضي إلا أنها أجلت عقب وفاة الحفيد الأكبر للرئيس مبارك في أوائل يونيو.

ومن المنتظر ان يبحث الرئيس المصري في زيارته عددًا من القضايا الهامة أولها قضية الشرق الأوسط التي أبدى أوباما منذ انتخابه رغبة في بذل جهود مكثفة من أجل حلها.

كما تتناول المحادثات الثنائية تطورات الأوضاع الإقليمية ، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، والسعي الأمريكي لدفع عملية السلام في المنطقة ، والقضايا الإقليمية الأخرى ، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية في ظل الرغبة المشتركة من الطرفين المصري والأمريكي لدعم هذه العلاقات.

ووصف السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية زيارة الرئيس مبارك لواشنطن بأنها "مهمة جدا" ، خاصة وأن الفترة الحالية في العلاقات المصرية الأمريكية تشهد قدرا كبيرا من الانفتاح والتعامل الإيجابي في ضوء أسلوب الإدارة الأمريكية الجديدة في التعامل مع مصر.

ومن المقرر أن تعقد القمة المصرية الأمريكية بين الرئيسين مبارك وأوباما فى البيت الأبيض يوم الثلاثاء المقبل ، وأن يلتقي الرئيس مبارك خلال الزيارة كلا من جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي ، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ، وجيمس جونز مستشار الأمن القومي ، وكذلك نخبة من الشخصيات السياسية النافذة على الساحة الأمريكية.

وتنصبّ مباحثات الرئيسين على القضية الفلسطينية والخطة الأمريكية المزمع الاعلان عنها للسلام في الشرق الاوسط على مختلف المسارات وضرورة ان تراعي ما تضمنته المبادرة العربية للسلام من مميزات لاسرائيل والفلسطينيين معا وأن يجري التشاور عليها مع زعماء المنطقة خاصة في مصر والسعودية.

وكانت إسرائيل استبقت الزيارة بالتمهيد لعدد من المطالب عن طريق اللوبي اليهودي في واشنطن منها "وقف تهريب الأسلحة لغزة، إنشاء منطقة أمنية على الحدود مع القطاع، تحسين ظروف بدو سيناء، إعادة التفاوض بشأن اتفاقية المعابر عام 2005".

وتشمل قائمة المطالب اليهودية من مبارك، ضرورة دراسة القاهرة لتوصيات رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى، جيورا إيلاند، الخاصة بوقف تهريب السلاح عبر رفح.

كما ينتظر ان يبحث الجانبان المصري والأمريكي الملف النووي الإيراني، وإصرار واشنطن على وقف طهران تخصيب اليورانيوم خشية قيامها بتصنيع قنبلة نووية، كما سيتم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين حيث يسود هناك جو من الانفتاح والتعامل الإيجابي يغاير ما كان سائدا أيام حكم الرئيس السابق جورج بوش من فتور.

يذكر ان هذه هي المرة الثالثة التي يلتقي فيها مبارك بأوباما منذ فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكان اللقاء الأول في أوائل يونيو / حزيران الماضي حين حضر أوباما إلى القاهرة ليلقي منها خطابه الشهير الذي تحدث فيه إلى المسلمين في العالم أجمع ودعا فيه الى فتح صفحة جديدة بين بلده والمسلمين يمكنهم سوية مواجهة من التطرف والعنف حول العالم وتحقيق السلام في الشرق الاوسط.

واللقاء الثاني في يوليو/ تموز الماضي على هامش اجتماعات قمة الثمانية الكبار في إيطاليا.

السبت , 15 - 8 - 2009 الساعة : 6:21 صباحاً