20100915
المحيط
طرابلس: تحيي ليبيا غدا الخميس الموافق السادس عشر من شهر سبتمبر / أيلول، الذكرى 79 لاستشهاد بطل المقاومة الوطنية الليبية شيخ الشهداء عمر المختار الذي وهب حياته فداء للوطن واستشهد في أخر معركة ضد ذلك الاستعمار.
ففي السادس عشر من شهر سبتمبر/ أيلول عام 1931 قام الاستعمار الإيطالي بإعدامه شنقا في منطقة سلوق، كحل إجرامي لوقف جذوة المقاومة الشعبية الليبية التي كان يقودها عمر المختار لإخراج الاستعمار من ليبيا.
وكان مشهود لعمر المختار ثباته وحكمته وصبره ورباطة جأشه، وظهر ذلك جليا من خلال مواقفه، والتي نرصد منها، أنّ إيطاليا حاولت بواسطة عملائها الاتصال به وعرضت عليه بأنَّها سوف تقدّم له المساعدة إذا ما تعهَّد ملازمة بيته تحت رعايتها، وأنَّ حكومة روما مستعدَّة بأن تجعل منه الشخصية الأولى في ليبيا كلّها. كما طلبت منه نصح الأهالي بالإقلاع عن فكرة القيام في وجه إيطاليا.
ولكنه رفض كل هذه الإغراءات من أجل الجهاد والوقوف في وجه المعتدين وخروجهم من بلده ليبيا.
وكان قول "إنا لله وإنا إليه راجعون" آخر ما ردد عمر المختار عندما وقف على منصة المشنقة.
وتؤكد ليبيا على أن إحياء هذه الذكرى، هو تذكير لليبيين والليبيات بتاريخهم المليء بالبطولات والتضحيات التي قدمها آباؤهم وأجدادهم دفاعا عن الوطن والكرامة، من خلال المقاومة الشعبية الباسلة التي خاضها وهو أعزل من السلاح، وبأن المقاومة الحقيقية التي لم تكن من أجل الجاه ولا الثراء، هي التي شرّفت تاريخ ليبيا.
في الأثناء وتزامنا مع الاحتفال بهذه الذكرى قررت ليبيا إنشاء برج يحمل اسم شيخ الشهداء عمر المختار.
ووجهت التعليمات للصندوق الليبي للاستثمار الداخلي بالبدء في تصميمه لتنفيذه ومتابعته.
وسيشيد هذا البرج في المكان السابق لضريح عمر المختار الذي نقل رفاته في ثمانينات القرن الماضي الى مكان إعدامه بقرية سلوق 35 كم جنوب بنغازي.