يقوم أصدقاء وأسرة القبطان اليوناني يورغوس سكاليميس المختطف منذ شهر مارس/آذار الماضي لدى قراصنة في الصومال، بتحركات شعبية ورسمية بهدف الضغط على الحكومة اليونانية للعمل على إطلاق سراحه.
ففي جزيرة سيروس-مسقط رأس القبطان المختطف- تجمع العشرات من أقربائه وأصدقائه في ساحة الجزيرة الرئيسة ورفعوا لافتة تطالب بإنقاذه ورددوا هتافات تطالب المسؤولين اليونانيين بالتحرك السريع لإنقاذ حياته.
وانتقد المعتصمون البيروقراطية اليونانية في التعامل مع هذا الموضوع المستعجل، حيث قالوا إن الموضوع يتطلب سرعة أكبر بكثير، لكون البحارة يعانون سوء معاملة من القراصنة المختطفين وبعضهم يعاني الأمراض.
وفي أثينا اعتصم أفراد أسرة سكاليميس مع متضامنين من أطباء السلام اليونانيين ورابطة القباطنة اليونانيين ونائب في البرلمان اليوناني عن حزب سيناسبيزموس اليساري، وممثل عن محافظة كيكلاذيس، أمام مبنى البرلمان اليوناني مطالبين السلطات بتحرك أكثر فاعلية في هذا المجال.
ورفعت الأسرة والمتضامنون لافتة كتب عليها باللغة اليونانية " أنقذوا سكاليميس"، وناشدوا عبر الجزيرة نت كل من يستطيع العون، العمل على إطلاق سراحه وعودته إلى أسرته.
اتصالات وأسئلة
النائب اليساري اليوناني ثيوذوريس ذريتساس قال في تصريحات للجزيرة نت إنه توجه بسؤال إلى وزير الخارجية اليوناني عن طريق البرلمان، ساردا تفصيلات المشكلة ومتسائلا عن التحركات التي قامت بها الحكومة اليونانية حتى اللحظة من أجل إطلاق سراح مواطنها المختطف، دون أن يعطَى حتى الساعة جوابا حول الموضوع.
وأوضح أنه أجرى اتصالات هاتفية مع المسؤولين في وزارة الخارجية اليونانية الذين أكدوا له أنهم يقومون بجهود دبلوماسية لإنقاذ سكاليميس، "لكن الكثير من الوقت قد مر دون نتيجة تذكر"، على حد تعبيره.
واعتبر ذريتساس أنه من غير المقبول أن يمر على مواطن يوناني ستة أشهر في الحجز دون مساعدة حكومته، مطالبا السلطات اليونانية والسعودية بالتحرك السريع لحل هذه المعضلة.
وناشد البرلمانات العربية والإسلامية الضغط لتخليص القبطان اليوناني والبحارة المحتجزين معه، مذكرا بوقوف الشعب اليوناني مع القضايا العربية العادلة لا سيما القضية الفلسطينية.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت قال يورغوس فلاخوس رئيس اتحاد القباطنة اليونانيين إنه من غير المفهوم أن يتحرك المجتمع الدولي لدى اختطاف الطائرات، ويقف غير مبال أمام اختطاف السفن وبحارتها، معتبرا أن ذلك استهتار بحياة البحارة وعائلاتهم، خاصة أن حوالي 20 ألف سفينة تمر سنويا بخليج عدن.
من جهته أكد نيكولاوس ذوسيس راسياس رئيس منظمة أطباء السلام اليونانية استعداده للسفر إلى الصومال ومفاوضة مختطفي سكاليميس على إطلاق سراحه، معتبرا المسألة في غاية الأهمية.
وأضاف راسياس- الذي شارك في عشرات المهمات الإنسانية في العالم- أن مسألة خطف الأجانب والمطالبة بفدية لإطلاقهم، مسألة غريبة عن ثقافة المجتمع العربي والإسلامي المعروف بإكرامه للغرباء وعابري السبيل، مطالبا هيئات المجتمع المدني العربية بالضغط على المسؤولين للتحرك لحل هذه القضية.
اتصال مع سكاليميس
وأثناء الاعتصام في أثينا، أجرى المعتصمون اتصالا مع سكاليميس الذي رغب في توجيه نداء عبر موقع الجزيرة نت، إلى كل من يستطيع العون في حل قضيته وقضية البحارة المحتجزين معه للتحرك فورا لإنهاء هذه المأساة الإنسانية المستمرة منذ أشهر.
وقال سكاليميس-الذي كان خاطفوه يجبرونه على الحديث بالإنجليزية لفهم الرسائل التي يرسلها- إن الوقت بدأ ينفد شيئا فشيئا، وإن حالته الصحية أصبحت تسوء أكثر فأكثر، موضحا أن المختطِفين يتعاملون مع البحارة المختطَفين بقسوة وعنف.
وقال إنه شخصيا يتعرض بشكل مستمر للركل على قدميه مما يسبب له آلاما مبرحة خاصة أنه تجاوز الستين، كما أنه يحتاج إلى أدوية لا يوفرها له الخاطفون.
وكان سكاليميس قد اختطف في شهر مارس/ آذار الماضي لدى مرور سفينته المسماة "النسر السعودي" بخليج عدن وهي في طريقها إلى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية.