القاهرة: اهتمت وسائل الإعلام العالمية ومواقع الإنترنت الجمعة، بقيام صحيفة "الأهرام" القومية بتعديل صورة نشرتها وكالة "رويترز" للقادة المشاركين فى مفاوضات السلام فى البيت الأبيض، بهدف إظهار الرئيس حسني مبارك فى مقدمة الرؤساء، بينما يتصدر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الصورة الأصلية.
وأبرز محرك البحث الإلكترونى "ياهو" الخبر على صفحته الرئيسية، كما جرى طرحه على موقعى "فيس بوك" و"تويتر".
وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية الجمعة :"إن الأهرام رأت أن الرئيس مبارك هو الأنسب للمقدمة"، مضيفة أن الصحيفة القومية مشهورة بتغطيتها المجاملة للحكومة المصرية.
واعتبرت الصحيفة أن الصحف المصرية التى تديرها الحكومة "لديها سجل حافل فى تحسين صورة النخبة السياسية فى مصر، لكن فى مواقف أقل وضوحاً من التى حدثت هذا الأسبوع".
وأضافت أن الأهرام باتت فى موقف محرج، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتلاعب فيها الإعلام فى الشرق الأوسط بالصورة لتعزيز صورة الدولة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى.بى.سى" التى نقلت الخبر عن "المصرى اليوم" :" إن الأهرام تعرضت لهجوم شديد بسبب تلاعبها فى صورة الرئيس، فى حين نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تقريراً بعنوان التعديل الإبداعى، قالت فيه إن الأهرام كانت لديها صعوبة فى التصالح مع الصورة التى تُظهر مبارك وهو يسير على حافة السجادة الحمراء، لذا عدلت الصورة ليظهر الرئيس فى المقدمة ".
وتابع التقرير: "إذا لم تكن الصحيفة غيرت ترتيب العالم، فإنها غيرت على الأقل الطريقة التى يسير بها قادة العالم"، مشيراً إلى سرعة اصطياد ما فعلته الأهرام على عدد من المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه ليس واضحاً حتى الآن ما إذا كانت الصورة "جزءاً من سياسة متعمدة لإظهار مبارك أكثر تأثيراً مما هو عليه فى الواقع، أم أنها نشرت من جانب محرر لم يدرك أنها تعرضت للتعديل".
ووصفت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية، الموقف بأنه مُثير للضحك، معتبرة أن هدف الأهرام من تعديل الصورة هو إثبات وجود مبارك فى مقدمة الجميع.
وأبرز محرك البحث الإلكترونى "ياهو"، الخبر على صفحته الرئيسية، ووصل عدد التعليقات عليه إلى ما يزيد على 5 آلاف، كما تم طرحه على موقعى فيس بوك وتويتر من خلال 10 آلاف مشارك، وعلق "ياهو" على الخبر بأن صحيفة "الأهرام" غيرت من وضعية الرئيس المصرى كى يكون فى الصدارة أثناء انتقال الزعماء المشاركين فى مباحثات السلام إلى الغرفة الشرقية داخل أروقة البيت الأبيض، مؤكدة أن الصحافة المصرية تخضع لرقابة شديدة، لذا فلا داعى للاندهاش من هذا السلوك.
وجاءت أغلب التعليقات بصيغة السخرية من تصرف الصحيفة المصرية، واتهم أحد المشاركين مصمم الجرافيك الذى تلاعب بالصورة بالفشل، لأنه غير لون رابطة عنق الرئيس الأمريكى دون أن يدرى، فى حين قال آخر "توقعت أن تنشر الصحيفة القومية صورة لأوباما جاثياً على ركبتيه"، وانتقد ثالث أداء الصحف القومية فى مصر وقال :"توقعت أن يأتى هذا السلوك من أى صحيفة أخرى، ولكن يبدو أن الفساد امتد فى مصر إلى كل شىء".
وتطرق رابع إلى زاوية أخرى، مؤكداً أن الصورة تعكس لنا الطريقة التى دارت بها محادثات السلام فى أمريكا وكيف تنقلها الصحف المصرية؟.