مدريد: قامت دوريات الحرس الإسباني خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بإيقاف سبعة قوارب للهجرة السرية على متنها 115 مهاجرا من جنسية جزائرية في مياه مورسيا شرق اسبانيا وقارباً آخر في مياه غرناطة، وتتخوف مدريد من موجة جديدة لظاهرة الهجرة السرية.
وأكد رافائيل توبار مندوب الحكومة الإسبانية في إقليم مورسيا الذي يتمتع بالحكم الذاتي، أنه جرى رصد هذه القوارب ما بين مساء وليلة الخميس في عرض البحر بفضل نظام المراقبة الالكترونية.
واعتبر أن الظروف الجوية ساعدت المهاجرين في الوصول الى الشواطئ الإسبانية.
وأكد مندوب الحكومة حسبما جاء بجريدة "القدس العربي" أن المعطيات تفيد أن قوارب الهجرة تتجمع في مكان ما في غرب الجزائر وتنطلق جماعة عندما يكون البحر هادئا وهو ما يفسر وصولها بساعات متفاوتة فقط وفي نقط شاطئية قريبة من بعضها البعض.
ومن 115 مهاجرا نقل واحد فقط لتلقي الاسعافات الطبية لأنه كان في وضع صحي مقلق جراء الرحلة البحرية.
وكانت قوارب الهجرة القادمة من الجزائر تقصد منطقة ألمرية جنوب شرق الأندلس، ولكنها انتقلت الى الشمال نوعا ما أي مورسيا لأنها لم تكن تتوفر على نظام إلكتروني حتى بداية الصيف الجاري، لكن شواطئ مورسيا بدورها أصبحت تحت المراقبة، مما قد يدفع بالمهاجرين للتوجه شمالا أي منطقة فالنسيا وجزر الباليار.
وكانت جزر الباليار قد سجلت سنة 2007 وصول بعض قوارب للهجرة على متنها جزائريون.
ووصلت هذه القوارب بعد يوم واحد من زيارة السفير الجزائري محمد حنيش لإقليم مورسيا الأربعاء الماضي، وعقده اجتماعا مع رئيس الحكومة المحلية رامون لويس فالكارسيل، حيث أكد أن الهجرة السرية القادمة من الجزائر لا تشكل مشكلة في العلاقات الثنائية بين مدريد والجزائر، خاصة في ظل وجود اتفاقيات قانونية بين البلدين تقبل الجزائر بموجبها مواطنيها المقيمين بشكل غير قانوني في اسبانيا.
ودافع السفير عن سياسة بلاده في مجال مكافحة الهجرة السرية، مبرزا أن نسبة قليلة من المهاجرين الجزائريين هي التي تصل إلى شواطئ اسبانيا.
ويرى المهتمون بالهجرة السرية أن هذه الظاهرة لم تصل بعد المستوى الاحترافي مقارنة بما كانت عليه الهجرة القادمة من المغرب وموريتانيا والسنغال، فكل قارب لا يحمل أكثر من عشرين شخصا وفي بعض الأحيان سبعة فقط، وفي الوقت ذاته، تقتصر القوارب على تهجير الجزائريين دون الأفارقة.