20100919
المحيط
القاهرة: قال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم، الدكتور محمد البرادعي، إنه لا يوجد اتفاق حول الآراء الفقهية التي تنادي بعدم أحقية الأقباط والنساء في الترشح لرئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أنه "يعتقد أن هذا جزء من الفقه الإسلامي المتفق عليه، فهناك سيدات مسلمات مثل الشيخة حسينة ببنجلاديش وبنظير بوتو كانتا رئيستي وزارة في دولتين إسلاميتين. فهل مثل هذه الدول الإسلامية لا تطبق تعاليم الإسلام!!".
وأضاف: "إن رأيي الشخصي بصرف النظر عن المذهب العقائدي، أن أي دولة مدنية يجب أن تكون علي قدم المساواة بين جميع مواطنيها بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس.. وأنا أرحب بأن يكون القبطي رئيسًا للجمهورية وكذلك المرأة، فأنا لا أعتقد أن أي دين بفهمه الصحيح يحرم أي شخص من أن يُعامل علي قدم المساواة".
يذكر أن ثلاثة أقباط كانوا قد أعلنوا ترشحهم لخوض انتخابات الرئاسة عام 2011، وهم الناشط الحقوقي ممدوح نخلة عن حزب "العدالة الاجتماعية"، ونائب رئيس الحزب "الدستوري الاجتماعي الحر"، ممدوح رمزي، ورئيس حزب "الاستقامة" - تحت التأسيس - عادل فخري.
وكان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، قد عبر أكثر من مرة عن رفضه ترشيح الأقباط لرئاسة الجمهورية، ووصفها بأنها "محض خيال ووهم وكلام غير معقول".
وهاجم البابا ظاهرة التهافت القبطي على الترشح للرئاسة، وقال - في حديث سابق لجريدة "الأهرام" القاهرية: "من يلجأ من الأقباط للترشح للرئاسة سيمنى بالفشل"، مشيرا إلى الأقلية العددية للأقباط، التي تمنع توليهم مثل هذه المناصب الكبرى".
وسبق للبابا شنودة أن أعلن تأييده لترشح جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك للانتخابات الرئاسية، معتبرا أنه الأفضل لهذا المنصب، ووُصف ذلك الإعلان في حينه بأنه مبايعة قبطية لمبارك الابن بالرئاسة.
وفي موضوع آخر، قال البرادعي إن مسائل الاعتقاد يجب أن تُعالج من منطلق حرية العقيدة دون الدخول في نوايا الناس، مضيفا في حوار مع موقع "أقباط متحدون"، أنه يقرأ في الجرائد عن مسائل التحول الديني ولكن لا يتابعها، قائلاً: "هذه المسائل أقرأ عنها لكن لا أتابعها، مثل امرأة أسلمت أو تحول شخص مسلم إلي المسيحية، هذه مسائل لابد أن تُعالج من منطلق حرية العقيدة، لا يجب أن تدخل في قلب الإنسان ولا يمكنك أن تسيطر علي قلب الإنسان، فثواب وعقاب الإنسان عند الله..ما نراه هو تشويه للعقيدة والأديان".
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن البرادعي: "نحن نعود إلي الوراء ولا نتقدم إلي الأمام، يجب علينا أن نفهم أن بعض المواطنين المسيحيين والمسلمين يُخرجون الكبت الداخلي لديهم نتيجة سوء الحالة السياسية والاقتصادية، فالإنسان لا يُعامل كإنسان".
وردًا علي سؤال الموقع: كيف تكون الدولة محايدة في ظل المادة الثانية في الدستور التي تنص علي أن "الإسلام دين الدولة" وأن "مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع "؟! قال البرادعي: أعتقد أننا في تاريخنا لم نناقش علاقة الدولة بالدين بشكل عقلاني، وأضاف في سؤال استنكاري: هل المادة الثانية مسئولة عن الفقر والفساد؟!.
ورد علي نفسه قائلاً: "إن القيم الأساسية في الإسلام لا تختلف عن أي قيم أخري مثل المساواة والحرية والتضامن الاجتماعي، أعتقد أننا أصبحنا مغيبين عقليًا، نتحدث بدون أن نتعمق في الفهم، في نهاية المطاف لابد أن نتفق علي أن يكفل الدستور المساواة لكل المواطنين".
كان البرادعى قال لقناة "الجزيرة" ، إنه لا يرغب فى أن يكون مرشحا للتنافس على مقعد الرئاسة، لكنه يتمنى أن يرى مصر دولة قائمة على الحداثة، وأن تعود لتحتل دورها الريادى والحضارى.وفى حوار مع قناة الجزيرة يبث لاحقا، كشف البرادعى عن أن هناك أربعة أساليب للتغيير السلمى، أهمها التوقيع من الشعب ومقاطعة الانتخابات والتظاهر السلمى، وفى نهاية المطاف العصيان المدنى والإضراب العام.
ونقلت صحيفة "الشروق" المستقلة عن مصادر مقربة من البرادعى، قولها ان حوار "الجزيرة" مع البرادعى كان مقررا عقده بالقاهرة الأسبوع الماضى، لكنه نقل إلى العاصمة النمساوية فيينا بعد أن رفضت الأجهزة الأمنية منح تأشيرة دخول للإعلامى محمد كريشان وفريق العمل فى وقت ملائم.