20100918
المحيط
الخرطوم: حذر رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت من مواجهة السودان مخاطر الانزلاق نحو موجة قوية من العنف إذا تأخر او تأجل الاستفتاء على انفصال الجنوب، والمقرر في يناير/ كانون الثاني المقبل.
واضاف كير في حديث له من واشنطن" هناك شعورا متزايدا بأن الوحدة ليست خيارا وأن الدلائل كلها تشير في الوقت الراهن إلى أن شعب جنوب السودان سيصوت بأغلبية ساحقة لصالح استقلاله في استفتاء 9 يناير/كانون الثاني 2011".
وتابع " توجد نداءات متزايدة بأن الجنوب يجب أن يقوم بتسويات وتنازلات إذا كان يتوقع أن يوافق الشمال على استقلاله".
وقال كير إن حكومته تعكف على وضع التفاصيل النهائية بشأن قضايا مثل الحدود والمواطنة، بالإضافة إلى إيجاد صيغة مقبولة من الطرفين حول كيفية اقتسام إيرادات النفط في البلاد بين شمال وجنوب السودان.
وظهرت قضية النفط على وجه الخصوص باعتبارها نقطة شائكة أساسية، حيث إن معظم إنتاج السودان من النفط يأتي من أبيي والجنوب، لكن معظم الإيرادات تذهب إلى الشمال.
وينتظر أن ينضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى زعماء آخرين في قمة للأمم المتحدة بشأن السودان الأسبوع القادم، في دلالة على تزايد القلق من تأزم الوضع بين الجنوب والشمال في هذا البلد.
ويأتي انعقاد القمة وسط مخاوف متصاعدة بشأن مستقبل السودان، الذي شهد حربا أهلية استمرت 21 عاما وانتهت بعد توقيع اتفاقية سلام قبل نحو خمسة اعوام.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا الى ضمان اجراء استفتاء تقرير المصير، واستفتاء منطقة ابيي في الموعد المحدد لهما.
وقد نصت على هذين الاقتراعين اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب البلاد.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد وصفت الوضع في السودان بأنه "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي وقت إذا لم يتم إجراء الاستفتاء في موعده.
وفي شأن آخر في السودان ، قرر وفد مجلس الأمن الغاء رحلته المقررة إلى السودان في شهر أكتوبر/تشرين الاول المقبل بعد إصرار الخرطوم على ضرورة استقبال عمر البشير لأعضاء الوفد الذي يتكون من بعض سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهو ما رفضه أعضاء المجلس بسبب الاتهام الموجه إلى الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وذكر مندوبا دولتين بمجلس الأمن أن تعليمات صدرت من عاصمتي بلادهما تمنع التصوير مع الرئيس السوداني الذي يمكن أن يستخدم هذه الصور في الدعاية والترويج لنفسه داخل السودان.
وقال مسؤول كبير في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إنه تمت مناقشة هذه الرحلة بشكل غير رسمي بين ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والانطباعات التي قد تتركها مثل هذه الزيارة والالتقاء بالرئيس السوداني المطلوب تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن هناك توافقا بين أعضاء مجلس الأمن على صعوبة تنفيذ هذه الزيارة في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن القيام بمثل هذه الزيارات يتطلب مناقشة الموضوع مع أعضاء المجلس كافة، في حين أن إلغاء أو تأجيل الزيارة يمكن أن تقوم به دولة واحدة فقط من الدول دائمة العضوية.