20100923
المحيط
لم تتوقف مؤامرات مثيري الدسائس الذين يهدفون لإيقاع الفتنة بين قطبي الشعب المصري مسلميه ومسيحييه، فبعد خفوت أصوات أقباط المهجر عن حديث الاضطهاد الذي يزعمون أن الأقباط يعانونه في مصر، خرجت أصوات مقززة أخرى لكن للأسف هذه المرة من داخل الوطن.
ويتزعم هذا الفريق الداع لإثارة النعرات الطائفية أحد الكهنة ويدعى الأنبا بيشوي الذي انصرف عن مهامه الدينية وراح يسب في المسلمين ويطعن في الإسلام بل ويحرض المسيحيين على التأهب لتنفيذ عمليات "استشهادية" ضد إخوانهم المسلمين، حين قال: " ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية".
ولم تتوقف سقطات الكاهن عند هذا الحد بل ساقته أفكاره "الجهنمية" للتصريح باعتبار المسلمين "ضيوف" أقرب للدخلاء القابلين للطرد في أي وقت، إن أراد الأقباط ذلك، طبعا حسب رؤيته الضيقة حين قال: "الأقباط أصل البلد، ونحن نتعامل بمحبة مع "ضيوف" حلّوا علينا ونزلوا في بلدنا واعتبرناهم إخواننا ..كمان عايزين يحكموا كنايسنا".
وكانت أحدث المهازل التي اعتاد أن يثيرها الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس ومطران كفر الشيخ و البراري ورجل الكنيسة الثاني، عندما تساءل عن توقيت نزول بعض الآيات التي قال انها ضد المسيحية و زعم نزولها بعد وفاة الرسول " صلي الله عليه وسلم" بغرض فتح الباب أمام التشكيك والطعن في القرآن الكريم.
وقال أنه اثناء لقاء جمعه بسفير مصر بقبرص حضره كل رجال السفارة هناك فأن السفير أورد له نصوص قرآنية مثل و "أيدناه بروح قدس" وان المسيح "كلمة منه" وأن القرآن بذلك ذكر الاب والكلمة والروح القدس وأنهم إله واحد.
وأضاف بيشوي "قلت لهم لابد وان يكون الحديث في صراحة دون هجوم لأن هناك نصوص أخري لست أدري إن كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم انها أضيفت فيما بعد في زمن متأخر موضحا الي أنه طالبهم بالبحث في هذا الأمر لانه طالما يقال "لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله" فلن يكون هناك اتفاق.
وقال أنه سأل ضيوف السفير هل قيلت هذه الآية اثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري لمجرد وضع شئ ضد المسيحية.
وأضاف: "هم، أي المسلمين، يقولون أن المسيح لم يمت ، ونرد عليهم فلماذا يقال في قرآنهم " السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" – مريم 32 ، وكذلك " لماذا يقال " يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي – آل عمران 54" فتلك الآيات مكتوبة في كتابهم – يقصد القرآن الكريم.
وأضاف: هم يردون بالنص القائل: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم - النساء 156" ، وفي هذا الصدد قلت لهم أن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخص يشبه لقال "شبه به لهم" وليس شبه لهم ، فالمقصود أنه خيل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه.
واستشهد بيشوي بتفسير الرازي قائلا "في تفسيره السبع مجلدات "المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب " والذي وصفه بأنه أقوي المراجع الإسلامية إنها إهانة لله أن يجعل شخص شبه يصلب بدلاً منه لأن هذا يعني أن الله غير قادر أن ينجيه وما ذنب الذي صلب في هذه الحالة يعتبر ظلما.
والملاحظ أنه في الآونة الأخيرة على صوت الأنبا بيشوي بتصريحاته المسيئة هذه ربما ليخفف الضغط من على البابا شنودة الذي فقد كثيرا من وزنه لدى الكثيرين خلال عدة أزمات متتالية خصوصا تلك المتعلقة بقانون تنظيم زواج الأقباط التي ظهر فيها كإنسان متمرد على الدولة.
كما يرى كثيرون أن بيشوي هذا بات يعمل بالوكالة عن الكيانات المتطرفة التي تتربص الدوائر بأمن مصر وتعمل على زعزعة استقرارها السياسي والاجتماعي والديني.
ويوجه البعض عتابا شديدا ضد البابا شنودة الثالث، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر، الذي دائما كان يحتل مكانة كبيرة في نفوس المسلمين قبل المسيحيين، وذلك على خلفية تركه الحبل على الغارب لهذا الكاهن ليقوم بدور سفير جهنم الذي يسعى لإحراق الوطن.