السودان

20101004
المحيط

القاهرة: أثار رئيس حزب "الأمة" السوداني المعارض، الصادق المهدي، المعروف بـ "الإمام الحبيب"، غضب عدد كبير من علماء الدين وأئمة المساجد وذلك على خلفية دعوته في خطبة الجمعة الماضية، إلى تدريس مادة "الثقافة الجنسية" في المدارس السودانية.

فقد شنّ عدد من علماء الدين الإسلامي وأساتذة الجامعات هجوما عنيفا على المهدي، واستنكروا خروج هذه التصريحات من زعيم طائفة دينية لها وزنها في البلاد ووصفوها بالدعوة العلمانية.

وأمّن المتحدثون في المنتدى الذي نظمته هيئة العمل الإسلامي حول "الجنس من منظور تربوي"، على خطورة إدراج هذه المادة في المقرر المدرسي وتأثيرها السيء على التلاميذ.

وأعلن الأمين العام لمنظمة "نوافذ الخير"، شرف الدين علي مختار، عن بداية حملة شعبية لإيقاف ما أسماه بالعبث، والذي تؤمن عليه الدولة -حسب تعبيره- وقال إن إدخال هذا المنهج في المقررات مؤامرة مدعومة وحملة منظمة لتخريب البلد.

وحسبما ذكرت صحيفة "التيار" السودانية، وصف الباحث في علوم السيرة، مهدي رزق الله احصاءات المهدي التي ساقها في خطبة الجمعة الماضية حول الجرائم بالتعسفية، وقال أنه -أي الصادق- يعلم أنها نوع من المغالطة لجهة أنّ شكل العاصمة قد اختلف عن السابق بعد أن تمددت وتضاعف عدد سكانها، مشيرا الى إن تزايد الجريمة يعد طبيعيا في ظل التغيّرات الماثلة داعياً لاعتماد منهج السيرة في جميع الصفوف الدراسية.

من جانبه قال المحاضر بجامعة الرباط عادل علي الله، إنّ دعوتهم لمحاربة إدخال وتدريب المنهج بريئة من نزعات التعصب مؤكداً رفضه لكل الأشياء التي لا تتناسب مع تقاليد المجتمع داعياً للالتزام بالحياء التربوي الذي دعا إليه الدين في مناقشة القضايا الخاصة، مشيرا إلى أنّ رفضه يستند على مرجعية علمية.

"شؤون الأنصار" تدافع عن زعيمها

ورفضت "هيئة شؤون الأنصار" التي يرأسها المهدي، هجوم العلماء وأصدرت بيانا ردت فيه بعنف على الانتقادات الموجهة إلى أحد أكبر الرموز الدينية في السودان.

وقالت الهيئة في بيانها إن "دعوة المهدي إلى تدريس الثقافة الجنسية تأتي في إطار البحث عن علاج للظواهر السلبية التي برزت في المجتمع السوداني المتعلقة بالانحرافات الجنسية، ومن ضمن طرق العلاج تدريس الثقافة الجنسية في المدارس، حتى يعرف أبناؤنا وبناتنا المخاطر ليتم تحصينهم من الانزلاق في متاهاتها".

ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن البيان: "إذا أحسنّا الظن بالناقدين لقلنا إن بعضهم يبدو أنه يؤيد السلطة القائمة ومشروعها الحضاري ويعتبر أي حديث عن الظواهر السلبية نقداً للحكومة وتقليلاً من إنجازاتها، وهذا باعثه الدفاع عن السلطة وتبرير سياساتها ورفض أي مراجعة أو تصويب لنهجها وأخطائها".

وأشارت الهيئة إلى أن "التهكم والتجريح والإساءة للناس وإلقاء التهم جزافاً سلوك لا يشبه العلماء، فالصادق المهدي ليس شخصاً عادياً بل هو إمام مجتهد ويقود جماعة لها دورها غير المنكور في خدمة الإسلام في الماضي والحاضر، وله مشاركات محلية وإقليمية ودولية ومهتم بقضايا أمة الإسلام والتحديات التي تواجهها، ويسعى مع آخرين إلى رفع الضيم عنها وإظهار صورة الإسلام الوضاءة، فاتهامه بالعلمانية جهل بالعلمانية وبجهوده في إبطال دعواها، فهو أحد نقاد العلمانية والمبطلين لحججها غيرالموضوعية بالأدلة الدامغة"

ورأت الهيئة، في بيانها، "ان الاسلام من أكثر الأديان التي تناولت الثقافة الجنسية بصورة محيطة ومفصلة، وذلك لتربية الأمة علي الانضباط، الى جانب ان الفقه الإسلامي تناول هذا الموضوع بصورة مفصلة قبل أن يعرفه العلم الحديث وذلك في باب الطهارة وباب الحقوق الزوجية وباب الحيض والنفاس".

وشددت على ان حماية الشباب لا تكون بالتعتيم واخفاء الحقائق "فالجنس حاجة فطرية لكل انسان، فالواجب تبصيرهم حتى لايقعوا في حبائل الشيطان".

خطبة المهدي

في خطبته المثيرة للجدل ، رسم المهدي، إمام طائفة الأنصار، صورة قاتمة للأوضاع الاخلاقية في السودان، وقال ان المجتمع السوداني يعاني حاليا من انهيار غير مسبوق في الاخلاق، واعلن اعتزامه الدعوة لمؤتمر قومي يشخص ويضع روشتة علاجية للظاهرة.

وعاب رئيس حزب الامة، على من اسماهم "متنطعين"، انتقاد إدخال التربية الجنسية في مناهج المدارس، وأيد مادة التربية الجنسية التي قدمها المركز القومي للبحوث، قائلا انها تحتاج للمزيد من الشفافية.

ودلل المهدي في خطبة الجمعة، على انحلال الاخلاق بحزمة ظواهر، قال انها تحدث لأول مرة، منها تفشي العزوبة حيث صار ربع الشباب فقط هم المتزوجون، وبلوغ أرقام اللقطاء والمشردين درجة ملفتة وصلت الى ألف لقيط سنويا في العاصمة وحدها، وانتشار الايدز والمخدرات بصورة وبائية.

واشار الى مشروع سيقدمه للزواج الميسر يحوي شرطين فقط للزواج هما "العقد والشهود" ، وإلغاء كافة مظاهر المباهاة والتخلي عن شروط لم تعد في استطاعة الشباب، وحذر "ما لم نفعل ذلك فإن نسبة المتزوجين ستبقى متدنية وسيستمر المجتمع في دفع الثمن".

واضاف المهدي، انه "لأول مرة يبلغ العنف الاجتماعي درجة ماحقة فيها قتل الأب ابنه، والابن أباه، والأم بنتها، والأخ أخاه، والرجل زوجته، والزوجة زوجها، والخطيب خطيبته، والطالب زميله أو زميلته".

وعزا ظاهرة الانحلال الاخلاقي الى عدة اسباب تشمل الانحراف التربوي برفع شعارات إسلامية بلا محتوى، والنفاق في التعامل معها، الحالة الاقتصادية التي أدت إلى تفشي العطالة، استقطاب اجتماعي دمر الطبقة الوسطى وأفرز قلة يفسدها الثراء، وكثرة يفسدها الفقر، الحروب المدمرة، الانحراف الإعلامي الذي اندفعت فيه فضائيات بالآلاف، والعولمة التي فتحت المجتمعات على بعضها بصورة غير مسبوقة في التاريخ.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو