20101004
المحيط
الرباط: أكد هشام المدراوي ومحمد لغروس، الصحفيان بأسبوعية "الصحراء الأسبوعية" المغربية، اللذان طردا السبت، من الجزائر العاصمة، أنهما تعرضا لحرب نفسية وعصبية خطيرة من طرف السلطات الأمنية الجزائرية.
ونقلت جريدة "الصحراء المغربية" عن الصحفيان قولهما في تصريح للصحافة لدى وصولهما، ظهر السبت، إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، "ظللنا لمدة فاقت 22 ساعة بمطار الجزائر العاصمة، ونحن نتعرض لحرب نفسية وعصبية خطيرة، بلغت معها درجة ثوتر لمستوى لا يطاق، إذ وضعنا في قاعة بعد أن جردنا من هواتفنا المحمولة ومن كافة الوثائق، سواء جوازات السفر أو الوثائق المرتبطة برحلتنا إلى تندوف، لفك الحصار الإعلامي المضروب على المحتجزين".
وأضاف الصحفيان أنهما، خلال وضعهما تحت الحراسة النظرية، تحت إشراف أزيد من عشرة من رجال الأمن الجزائري، منعا حتى من استعمال مراحيض المطار، دون أي اعتبار للحالة الصحية، خاصة حالة المدراوي، الذي كان يعاني حمى وارتفاعا في درجة الحرارة، وترك دون إسعافات ضرورية حتى وصوله إلى مطار محمد الخامس الدولي، إذ قدمت له الإسعافات الضرورية.
ووصف الصحفيان، لعروس والمدراوي، الوضع الذي عاشاه بالمطار ب"معاناة حقيقية" يصعب تصورها، مضيفين أن "ذنبنا الوحيد هو أننا صحافيان مغربيان، ذهبنا في مهمة صحفية". كما عبرا عن أسفهما لصمت المنظمات الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان حول هذا الرفض المتكرر تجاه صحافيين لا يبحثون سوى عن أداء واجبهم الإعلامي، والذهاب للقاء المنظمات الجمعوية والسياسية والسكان المحتجزين بمخيمات العار بتندوف.وكان صحافيا أسبوعية "الصحراء الأسبوعية" المغربية اعتقلا الجمعة الماضي، بمطار هواري بومدين، إذ كانا يعتزمان التوجه إلى مخيمات تندوف، لمتابعة قضية اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من طرف ميليشيات البوليساريو، بجنوب غرب الجزائر، وإنجاز ربورتاج حول الحياة اليومية للسكان المحتجزين بالمخيمات.
وكان الصحفيان، حسب إدارة الأسبوعية، أرغما على امتطاء طائرة متوجهة إلى الدارالبيضاء من قبل حوالي 20 عنصرا من الأمن، كما خضعا للاستنطاق مرتين، لدى وصولهما إلى الجزائر العاصمة، واحتجزا في غرفة بالمطار، تحت مراقبة عناصر أمنية جزائرية.
من جهتها، نددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، باعتقال الصحفيين المغربيين من طرف مصالح الأمن الجزائرية، كما دعت، في بيان لها، الصحافة الجزائرية والعربية والدولية، وكافة المنظمات الدولية العاملة في مجالات حرية الصحافة وحقوق الإنسان "لفضح ما تقوم به سلطات الجزائر من خرق سافر لكل القوانين والمواثيق، التي تنص على حماية حق الصحفيين في التنقل والعمل في أي مكان في العالم".
وأشار البيان إلى أن السلطات الجزائرية أقدمت على الاعتداء على الصحفيين المغربيين بالضرب بمطار العاصمة، أمام أنظار المسافرين، قبل أن تركبهما في الطائرة العائدة إلى البيضاء.
وأكدت النقابة أن هذا الاعتقال "يهدف إلى إهانة الجسم الصحفي المغربي، وإبلاغ رسالة، مفادها أن هذه السلطات )الجزائرية( تضرب عرض الحائط بكل الالتزامات الدولية، وتستهين بكل الاحتجاجات والنداءات الدولية، حول حرية العمل الصحفي في مخيمات تندوف".