اتهم الرئيس عمر البشير، جماعات ضغط «لوبيات» - لم يسمها- بالعمل على عدم رفع العقوبات المفروضة على السودان، رغم أن الاستخبارات الأمريكية أكدت عدم ضلوع الخرطوم في دعم الإرهاب.
وأعرب عن تقديره لشجاعة، المبعوث الامريكي الجنرال سكوت غرايشن، الذي قال أمام الكونغرس إن عمليات الإبادة الجماعية قد انتهت في دارفور.
وقال البشير، في لقاء مع مجلة «تايم» ، هو الأول له منذ سنوات مع وسيلة إعلام أمريكية، إن الغرب يسعى لمحاكمته على خلفية ملف دارفور بزعم أنه القائد الأعلى للجيش، في حين أنه لم يحاكم الرئيس الأمريكي على قصف المدنيين بأفغانستان عن طريق الخطأ ، رغم أنه قائد القوات المسلحة الأمريكية.
وندد مجددا بقرار توقيفه الصادر عن المحكمة الجنائية، التي وصفها بأنها «أداة للاستعمار الجديد»، واعتبر البشير أن وجود مخططات واضحة لدى الخرطوم في كيفية التعامل مع ملفات السودان وعلاقات الخرطوم مع دول الجوار هو ما أبقى حكومة الانقاذ في السلطة طوال عقدين من الزمان، مضيفاً أن لدى السودان «دبلوماسية فاعلة» سمحت له بتجاوز كافة العراقيل الخارجية في العلاقات مع الدول الأفريقية والعربية.
وانتقد البشير تصنيف جميع الجماعات التي تحمل السلاح ضد الحكومات في المنطقة على أنها جماعات «إرهابية» ، كما هو الحال في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية، في حين يتم الدفاع عن المتمردين في دارفور من قبل جهات دولية، رغم أنهم يرفعون السلاح في وجه الخرطوم، وقال «في كل تلك المناطق، تعتبر هذه الجماعات إرهابية، إلا في السودان، حيث تعتبر الحكومة هي المذنبة»، وأضاف « ذلك استهداف واضح لحكومتنا».
وأقر البشير بأن الأخطاء «تحدث في كل الحروب،» غير أنه شدد على أن ذلك ليس سياسة رسمية تطبقها الحكومة، مؤكدا أن السودان هو الدولة الوحيدة في العالم الثالث التي رفعت الحصانة عن أفراد في الجيش والشرطة وقدمتهم للمحاكمة على خلفية اتهامات بارتكاب اعتداءات في دارفور. وقال لقد جرت محاكمة البعض وإعدامهم، لكن الأخطاء البشرية تحدث، وقد رأينا في العراق وأفغانستان أمورا أفظع مما جرى في دارفور بعشرات المرات دون أن تتم محاسبة أحد.
واكد البشير مجددا، أنه لا يكترث لمذكرة التوقيف التي صدرت من المحكمة الجنائية ، موضحا ان المذكرة تبعث برسالة سلبية إلى الحركات المسلحة، مفادها ان عليهم عدم السعي إلى السلام مع الحكومة لأنها ملاحقة دولياً، ووصف المحكمة بأنها «سياسية وليست قانونية» ، وقال «نعتقد أن المحكمة الجنائية هي أداة تُستخدم لإخافة الدول التي يرى الغرب أنها غير مطيعة»، وقد بات الموقف الأفريقي العام اليوم ضد التعامل معها لأنه استنتج أنها موجهة ضد العالم الثالث ، وهي أداة للاستعمار الجديد، مؤكدا ان القرار لم يعرقل حتى الساعة قدراته على ممارسة الحكم أو السفر إلى دول أخرى، مضيفاً أنه في مطلق الأحوال فإن سفر الرؤساء إلى الخارج أمر غير ضروري باعتبار أن هناك من يمكن أن يمثلهم.
ولدى سؤاله عن مسؤوليته عن الأخطاء التي حدثت في دارفور بصفته القائد الأعلى للجيش، قال البشير «منذ فترة قام الطيران الأمريكي بتنفيذ غارة في أفغانستان قتل فيها 147 شخصاً عن طريق الخطأ، فهل سمعنا من يطالب بمحاكمة الرئيس الأمريكي لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة».
واكد البشير إصراره على إقامة الانتخابات الرئاسية العام المقبل، معتبراً أن فوزه أو خسارته في هذه الانتخابات «أمر يعود للشعب السوداني،» وإن كان قد نوه إلى أن حزبه واثق من الفوز بسبب الشعبية التي يتمتع بها في السودان.
وقال. إنه سعى في الماضي لإقناع الحزب الحاكم بانتخاب رئيس جديد، مضيفاً أن منصب الرئاسة فيه الكثير من المسؤوليات والمهام المرهقة، في حين أن منصب «الرئيس السابق» يضمن لصاحبه الاحترام الكبير والتقدير دون عناء.
رماة الحدق_ 2009-08-15