20101004
المحيط
نواكشوط: أكد مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية أن التصريحات الصادرة عن المعارضة لم تكن انتقادا موجها إلى الجيش الموريتاني لأنه لا مسئولية له فيما يحل به لكونه يتلقى الأوامر، بقدر ما هي انتقاد لسياسة أقل ما يمكن وصفها به أنها مغامِرة وخطيرة على البلد والمواطنين وعلى الجيش وقوى الأمن" حسب قوله.
ووفقا لما ورد بوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة انتقد ولد بلخير بشدة سياسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الحالية ضد الإرهاب قائلا "تحويل هذه المشكلة الدولية إلى مشكلة محلية في موريتانيا، وتنصيب أنفسنا كدرع أو كقوة في المنطقة، هو ببساطة عمل انتحاري بالنسبة للسلطة والبلاد" على حد قوله.
وقال ولد بلخير في تصريحات له في معرض تعليقه على معارك الجيش الموريتاني والقاعدة :" إن يطلب منا أن نؤيد، بطريقة أو بأخرى، السياسة التي ورطت جنودنا في عمليات حرب على أرض دولة أجنبية، حتى لو تم ذلك بموافقة تلك الدولة ولكن دون إجازة البرلمان، فإن ذلك طلب مبالغ فيه" حسب قوله".
وأضاف ولد بلخير قائلا:" يبدو لي أن منسقية المعارضة نأت بنفسها عن المغامرة في هذه المجال ذي الحساسية الخاصة حتى يثبت العكس. فهي لا تعتمد إلا على الأرقام التي أعلنها الرسيمون الموريتانيون، حتى لو كان، في ظل الظروف التي نعيشها، فقد جندي موريتاني واحد خسارة كبيرة آسف لها وأدينها وكلي رجاء أن لا يتخذ أي قرار سياسي بشكل أحادي من أي كان، بمقتضاه تتورط قواتنا المسلحة في عمليات خارج حدودنا، خاصة إذا كان من شأن هذه العمليات أن تسفر عن قتلى أو جرحى في صفوفها" وفق تعبيره".
ورأى ولد بلخير أن الحرب على الإرهاب هي "توجه دولي وواجب على كل ديمقراطي وتقدمي" مضيفا "في موريتانيا كان لنا نصيبنا من المعاناة بسبب الإرهاب، لكننا لسنا وحدنا من نعاني".
وأضاف ولد بلخير الذي يرأس أيضا حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض "بما أن أي دولة لم تتمكن، لوحدها أو إلى جانب دول أخرى، من القضاء على الإرهاب، مهما كانت الوسائل البشرية والعسكرية واللوجستية والمالية المعبأة، فإن محاربته في المغرب العربي والصحراء والساحل تستلزم الصبر والتواضع والكثير من المهارة على المستوى الشخصي" حسب تعبيره.
وأردف ولد بلخير يقتضي هذا أيضا خلق الوحدة المقدسة والضرورية على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي، يتطلب الكثير من التنسيق والتفاهم والثقة بين كل الفرقاء.
واعترف ولد بلخير بأن منسقية المعارضة شهدت خلافات على خلفية العملية العسكرية التي شنها الجيش الموريتاني ضد تنظيم "القاعدة"، مضيفا "صحيح أن المنسقية ليست حزبا بل هي مشكلة من عدة حساسيات، وبالتأكيد لم نختر حتى الآن أن نتفرق" لكنه توقع تفككها قريبا قائلا إن ذلك "لن يتأخر" على أي حال.