20101010
المحيط
سرت: في محاولة جديدة لترطيب الأجواء المتوترة بين القاهرة ودمشق منذ أكثر من 4 سنوات، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقات مع مصر جيدة، لكن زيارته لها تتطلب دعوة. واضاف: "أنا لم أدع حتى هذه اللحظة، والدعوات بين الدول لها أصول، وهي تختلف عن مجرد الدعوة لزيارة منزل".
جاءت تصريحات الأسد على هامش مشاركته في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت امس السبت في مدينة سرت الليبية وشارك ، وذلك في معرض رده على سؤال لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية حول الموقف مع مصر وما إذا كان ينوي زيارتها قريبا.
وتعود الخلافات بين القاهرة ودمشق الى التباين في موقف الطرفين حيال الحرب الإسرائيلية علي لبنان وغزة علي التوالي، وتسببت في احداث تراشق إعلامي عمق الهوة بينهما.
كما أن مصر تعلن تحفظها على التقارب السوري الإيراني الذي تعتقد القاهرة أنه يفتح المجال للتدخل الإيراني في الشئون العربية لا سيما عبر تأثيرات إيران في الساحة اللبنانية من خلال حزب الله.
من جانبها، ذكرت تقارير صحفية سورية أن الخلافات بين القاهرة ودمشق ليست حول قضايا شكلية، من قبيل الجدل الدائر حول مقر الجامعة العربية، أو مقر عقد اتفاق المصالحة الفلسطينية، وإنما هو اختلاف في الرأي حول مسائل تتعلق بالهوية السياسية الوطنية وعلاقة هذه السياسة بالصراع العربي الإسرائيلي وإدارته بما يساهم في صمود المقاومين واستعادة الحقوق المغتصبة.
اضافت التقارير إن دمشق ظلت على الدوام سباقة في دعوة العرب إلى مزيد من التضامن، وهي بالتأكيد مع المصالحة العربية، بل إنها دفعت بمشروع قرار للقمة يهدف إلى خلق آلية عربية للحفاظ على الوفاق واستيعاب أي خلاف عربي ضمن الأسرة العربية.
وجاءت تلك التقارير على خلفية تصريحات لوزير الخارجية المصري، أحمد ابو الغيط، تحدث فيها عن طبيعة العلاقات بين دمشق والقاهرة واعتبر فيها أن "مصلحة سورية هي مصلحة مصر"، مشيرا إلى أن ما أسماها "الفجوة" في العلاقات الثنائية إنما مردها "اختلاف الرأي".
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية : "فعلاً أن المصلحة السورية هي في المصلحة المصرية والعربية عموماً، لكن العبرة في التنفيذ، وعلى سبيل المثال: "فهل تتفق القاهرة مع دمشق على ضرورة رفع الحصار الفوري عن قطاع غزة أو على الأقل عدم المساهمة فيه؟ وهل تتفق القاهرة مع دمشق على ضرورة دعم المقاومة؟".
وتابعت: الأمثلة كثيرة لكن يبدو أن الرؤية السورية في مشروع المواجهة مع إسرائيل، وهي الرؤية التي لم تتوافق والسياسات المصرية وغير المصرية لفترة طويلة، تتأكد صوابيتها لدى من كان غير مقتنع بها يوماً بعد يوم، وآخر مثال عليها ذلك الغطاء الذي حاول بعض العرب منحه لرئيس السلطة الفلسطينية المنتهية صلاحيته، وسرعان ما انكشف بجهود إسرائيلية بالطبع".
تنقية الأجواء العربية
وحول موضوع تنقية الأجواء العربية وإنهاء الخلافات يعد جزءا من تحسين أداء العمل العربي، قال الأسد "الإصلاح يكون بتوافر الإرادة وبالمؤسسات". وأضاف "علينا أن نطور المؤسسات مع وجود الإرادة".
وردا على سؤال حول تطوير الجامعة العربية قال الرئيس السوري "هي فكرة مهمة، لكن ليس بالضرورة أن يكون شكل المؤسسات المطروح حاليا هو الشكل النهائي، فهناك تفاصيل كثيرة قانونية وإجرائية وغيرها، وهناك نقاط متفق عليها تتعلق بالمؤسسات الاقتصادية ورفع مستوى التعاون من وزراء إلى رؤساء وزارات".
وقال الأسد إن مهمة لجنة المتابعة العربية هي "شرح المبادرة العربية"، وهي بالتالي "غير معنية بالإجراءات المتعلقة بالمفاوضات".
وأضاف أن "لجنة المتابعة معنية تحديدا بتسويق وشرح مبادرة السلام العربية، وليست معنية بالإجراءات المتعلقة بالمفاوضات أو كيف نفاوض". وأضاف الرئيس السوري أن لجنة المتابعة العربية "معنية فقط بالمبادئ والحقوق".