يجري الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات في واشنطن اليوم مع كبار المسؤولين الأميركيين قبيل لقائه صباح غد الثلاثاء نظيره الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض. وقال مبارك في مقابلة تنشرها صحيفة الأهرام اليوم إن مصر لن تكون طرفا في مظلة نووية أميركية تحدثت تقارير عن التفكير في إقامتها لحماية دول الخليج وتمتد لإسرائيل ومصر.
وأوضح مبارك أنه قرأ تقارير صحفية عن هذا الطرح لكن القاهرة لم تتلق أي اتصالات رسمية بشأنه، مشيرا إلى أنه إن صحت هذه التقارير فإن بلاده لن تكون طرفا في هذه المظلة.
وبرر ذلك الرفض بقوله "أولا لأنها تعني قبول وجود قوات وخبراء أجانب على أرضنا وهو ما لا نقبله، وثانيا لأن هذا الطرح ينطوي على قبول ضمني بوجود قوى نووية إقليمية وهو ما لا نرضاه".
واعتبر الرئيس المصري أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة للسلام والأمن والاستقرار والتنمية وليست بحاجة لقوى نووية "لا من جانب إيران أو من جانب إسرائيل"، مكررا دعوته لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل.
تحذير من فشل السلام
وأوضح مبارك -في المقابلة التي نشرت في طبعة مبكرة لعدد الأهرام الصادر الاثنين- أن الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام وعملية السلام بوجه خاص ستحتل أولوية رئيسية في مباحثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي هذا السياق أشار إلى أن أوباما "متمسك بمواصلة جهوده من أجل السلام وفق حل الدولتين وأبدى مواقف تؤكد جديته في تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وحذر الرئيس المصري من أن عملية السلام "لم تعد تحتمل فشلا آخر ومعاناة الشعب الفلسطيني لا تحتمل مزيدا من الانتظار"، مشيرا إلى أن على زعماء إسرائيل أن يقبلوا بشكل واضح وقف المستوطنات واستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من حيث انتهت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة.
لقاءات مبارك
وجاءت تصريحات مبارك قبيل لقائه اليوم مع عدد من المسؤولين الأميركيين بينهم وزير الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز ومدير الاستخبارات الوطنية دينيس بلير.
كما يعقد مبارك -وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية- اجتماعا مغلقا مع ممثلي ثماني جماعات يهودية في الولايات المتحدة، من بينها لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية التي تعتبر كبرى جماعات الضغط.
وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط -الذي يرافق الرئيس المصري في زيارته لواشنطن– إن مباحثات مبارك مع كبار المسؤولين الأميركيين ستركز على عملية السلام والسودان وبرنامج إيران النووي.
وأشار أبو الغيط في تصريحات لصحيفة الأهرام إلى أن الزيارة تأتي في وقت صعب لأن الجانب الأميركي يقترب من إعلان رؤيته بشأن "كيفية التوصل إلى السلام وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وتأتي زيارة مبارك إلى واشنطن في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على إسرائيل لتجميد أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لكنها في نفس الوقت تطالب الدول العربية باتخاذ خطوات لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب.
2009/8/17