20101009
المحيط
الرباط: توجهت لجنة طبية، الأربعاء والخميس، إلى دواوير أيت مرزوك، وتملوت وترغيست، بجماعة أنمزي، في إقليم ميدلت، لكشف الحالة الصحية للرضع والحوامل والأمهات في المنطقة، بعد تسجيل سلسلة من الوفيات في صفوف الأطفال في عدد من دواوير الإقليم، خلال الأسابيع الماضية.
وحلت اللجنة الطبية، المكونة من طبيبة المركز الصحي الجماعي لقيادة تونفيت، وممرضة، ورئيس جماعة أنمزي، في البداية، بدوار أيت مرزوك، حيث عاينت الطبيبة عددا من الأمهات والأطفال والحوامل، وانتقلت البعثة الطبية، خلال اليوم نفسه، إلى دوار تملوت، الذي يبعد بحوالي 50 كيلومترا عن قيادة تونفيت، وشهد وفاة ثلاثة رضع حديثي الولادة، وواصلت اللجنة الطبية جولتها، الخميس الماضي، إذ زارت سكان ترغيست، للاطلاع على الوضع الصحي في الدوار.
وذكرت جريدة "الصحراء المغربية" أنه، بعد المعاينة الأولية للأمهات والرضع، يرجح أن تكون وفيات الأطفال مرتبطة بمياه الوديان الملوثة، التي تصب فيها قنوات مياه الصرف الصحي لدواوير أخرى، ويلجأ إليها نساء الدواوير، التي يمر منها الوادي، بشكل منتظم لتصبين الملابس وغسل الأثاث المنزلي.
وقالت حنان شوقي طبيبة المركز الصحي الجماعي لقيادة تونفيت: "إن الوفيات المسجلة في صفوف الرضع خلال الأيام الماضية تختلف أسبابها حسب الحالات والمناطق، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب الإجهاض، لوجود قرابة عائلية بين الزوجين، إضافة إلى ظروف الحمل غير المساعدة، إذ لا تخضع النساء في هذه المناطق لتتبع طبي خلال فترة الحمل، بسبب طول المسافة بين الدواوير والمراكز الصحية، وقلة المواصلات، ومن بين الأسباب أيضا، حسب الطبيبة، مياه الوديان الملوثة، التي يشربها الأطفال والأمهات".
وأوضحت شوقي أن وفاة ثلاثة أطفال في دوار ترغيست بداية الأسبوع الجاري، سببه الإجهاض، لأن هناك قرابة عائلية من الدرجة الأولى بين الأب والأم.
وقالت شوقي: "اكتشفنا أن هناك نساء متزوجات من أبناء أعمامهن أو أبناء خالاتهن، جربن الحمل خمس مرات وأكثر، وفي كل مرة، كان يموت أطفالهن، لكنهن يعدن المحاولة من جديد، دون أن يفكرن في التوجه إلى المراكز الصحية في الإقليم، لمعرفة السبب".
وأخذت اللجنة الطبية عينة من مياه الوادي لإجراء الكشوفات اللازمة عليها، والتأكد ما إذا كانت هي السبب الفعلي في وفيات الرضع، كما حاولت المصالح الطبية توعية سكان هذه الدواوير، ونصحتهم بتجنب شرب مياه الوادي، أو ترك أطفالهم يلعبون بالقرب منها.