20101009
المحيط
تونس: كشف مصدر رسمي الخميس، أن تونس منحت رخصة لإطلاق خامس إذاعة خاصة في البلاد إلى مراد قديش نجل الدكتور محمد قديش الأخصائي الشهير في أمراض القلب والشرايين والطبيب الشخصي للرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وسط انتقادات بحصر إسناد رخص الإذاعات الخاصة إلى عائلة الرئيس أو مقربين منه.
وأفادت وكالة الأنباء التونسية أن أسامة الرمضاني وزير الاتصال أسند رخصة في إحداث واستغلال إذاعة خاصة جديدة متخصصة في الشأن الاقتصادي إلى مراد قديش وشريكه نوفل بن ريانة صاحب أول موقع الكتروني اقتصادي في تونس مديري "الشركة المغاربية للإنتاج والاتصال".
وقال الرمضاني في تصريحات نقلتها الوكالة :"إن الإذاعة الجديدة التي تحمل اسم "إكسبريس إف إم" هي أول إذاعة تونسية متخصصة في الشأن الاقتصادي"، متوقعا أن تواكب الحركية الاقتصادية التي تشهدها تونس.
وذكرت الوكالة أن الإذاعة ستشرع في بث برامجها خلال الشهر الحالي على موجة "إف إم" على مدار 24 ساعة في اليوم وأن بثها سيغطي في مرحلة أولى العاصمة تونس ومحافظة صفاقس اللتين تعتبران أهم قطبين اقتصاديين في البلاد.
وبدأ الإرسال الإذاعي في تونس سنة 1938 وقد احتكرته الدولة لمدة 65 عاما قبل أن ترخص السلطات سنة 2003 لرجل الأعمال بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس التونسي "شقيق زوجته" في بعث إذاعة "موزاييك إف إم" وهي أول إذاعة خاصة في البلاد.
ورخصت الحكومة سنة 2005 لرجال أعمال مقربين من السلطات في إطلاق إذاعة "جوهرة إف إم" "ثاني إذاعة خاصة" وسنة 2007 لرجل الأعمال المتدين محمد صخر الماطري صهر الرئيس التونسي "زوج ابنته" في بعث "إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وهي ثالث إذاعة خاصة وأول إذاعة دينية في تونس.
وبدأ يوم 27 أيلول/سبتمبر 2010 بث إذاعة "شمس إف إم" رابع إذاعة خاصة في تونس التي تملكها سيرين بن علي ابنة الرئيس التونسي من زوجته الأولى.
وانتقدت النقابة التونسية للإذاعات الحرة "تجمع لست إذاعات تونسية خاصة غير مرخص لها" بشدة في بيان بعثت نسخة منه إلى وكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ" حصر إسناد رخص الإذاعات إلى عائلة الرئيس التونسي أو مقربين منه، معتبرة أن "الترخيص لإذاعات تقوم فقط بالدعاية للنظام القائم...لا يمثل انفتاحا إعلاميا...بل مسا بحرية التعبير".
وطالبت النقابة بتأسيس هيئة مستقلة تتولى إسناد رخص الإذاعات على أساس كراس شروط يضمن الشفافية والمساواة في التعامل بين عموم التونسيين، مشددة على ضرورة "إعطاء الأولوية" عند إسناد الرخص لأهل المهنة الصحفية من أجل دعم أسس الديمقراطية في البلاد.
وتقول تقارير صحفية :"إن الإذاعات الخاصة في تونس حققت نجاحا جماهيريا كبيرا وسحبت البساط من تحت أقدام الإذاعات الحكومية التسع".
ولا تبث الإذاعات الخاصة برامج سياسية وأغلب برامجها رياضية وموسيقية واجتماعية.
ويفسر مراقبون إقبال مقربين من السلطة على بث إذاعات خاصة في تونس بالرغبة في تقاسم "كعكة" الإعلانات التي بلغت قيمتها سنة 2009 نحو 60 مليون دينار "حوالي 45 مليون دولار" استحوذت إذاعتا موزاييك إف إم وجوهرة إف إم على أغلبها.
ويقول عدد من الصحفيين التونسيين "إنهم قدموا منذ سنوات طلبات للترخيص لهم ببعث إذاعات خاصة وأنهم لم يحصلوا إلى حد الساعة على أي رد رسمي من السلطات على هذه المطالب".